تجددت أمس الخميس لليوم الثاني على التوالي المواجهات العسكرية في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، بين ميليشيات الحوثي المتحالفة مع القوات العسكرية الموالية للمخلوع صالح من جهة، ورجال القبائل والمقاومة الشعبية، من جهة أخرى، إثر محاولة الانقلابيين التقدم صوب الضفة الأخرى من وادي النحر، الذي يقع في مناطق قبائل آل العريف، إحدى قبائل المصعبين. وقالت مصادر قبلية إن المواجهات بين الطرفين، التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، تجددت من جديد، بعد أن رفض زعماء قبائل المنطقة الوساطة التي تقدم بها زعماء قبليون من الأشراف الموالين للحوثيين، بهدف وقف المعارك في المديرية التي تبعد نحو 200 كيلو متر عن مدينة "عتق" عاصمة محافظة شبوة. مضيفة أن اثنين من رجال القبائل قتلوا في المواجهات، مقابل العشرات من عناصر الميليشيات، التي لا تزال جثث عناصرها منتشرة على ضفاف الوادي. إضافة إلى تدمير ثلاثة أطقم عسكرية للمتمردين، محذراً من قيام الانقلابيين بتخزين الدبابات والأسلحة في بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة الأشراف. مآرب المتمردين بدوره، قال القيادي الميداني في المقاومة، مبارك العولقي، إن المعارك التي تشهدها مديرية بيحان، الواقعة تحت سيطرة المتمردين منذ عدة أشهر، شهدت مشاركة واسعة لطيران الأباتشي، التابع لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة. وعن الهدف من فتح المتمردين لهذه الجبهة قال العولقي ل"الوطن" "الهدف هو ضمان السيطرة الكاملة على المديرية وصحرائها، لاستخدامها لمواصلة تمردهم، حيث يتم منها إطلاق صواريخ توشكا البالستية، ضد المقاومة وقوات التحالف كما حصل عندما تعرض معسكر صافر التابع لقوات التحالف في صحراء مأرب للقصف في شهر سبتمبر الماضي، وتسبب في مقتل وجرح العشرات. حيث أشار حينها المتحدث باسم التحالف، العميد الركن أحمد العسيري، إلى أن الصاروخ انطلق من صحراء بيحان في محافظة شبوة. استمرار الإمدادات وأضاف العولقي أن صحراء بيحان يوجد فيها لواءان من قوات النخبة في الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح، ولواء ثالث هو اللواء 21 ميكا، بعد أن تم نقلهما من محور عتق إلى بيحان، وذلك خشية أن تؤدي سيطرة المقاومة على مدينة "ميكراس" بمحافظة البيضاء وسط البلاد، إلى قطع الإمدادات العسكرية التي تصل إلى المتمردين من البيضاء. مشيراً إلى أن الإمدادات تصل حالياً للمتمردين من معسكرات الحرس الجمهوري في البيضاء عبر عقبة القنعد، التي تتعرض بين الحين والآخر لعمليات قصف جوي من قبل طيران التحالف. وكانت مصادر قبلية في بيحان أكدت أن فرق الصيانة والهندسة العسكرية التابعة للحرس الجمهوري تعمل على مدار الساعة في تمهيد الطرق الترابية البديلة، لضمان استمرار وصول السلاح والإمدادات لوحداتها في صحراء بيحان.