جدد معلمون يمنيون تظاهراتهم في العاصمة صنعاء، رفضا لتجاهل المتمردين الحوثيين لمعاناتهم، وإصرارهم على عدم صرف مرتباتهم منذ ثلاثة أشهر، مشيرين إلى أنه لم يعد بإمكانهم مواصلة العملية التعليمية، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها مع أسرهم. وتجمع مئات المعلمين أمام ديوان وزارة التربية والتعليم، ورددوا هتافات مناوئة للجماعة الانقلابية، وشجبوا تجاهلها للتعليم ومستقبل الملايين من طلاب اليمن، وتقديمهم مصالح الميليشيات الانقلابية. وقال أحذ المتظاهرين الذي اكتفى بذكر اسمه الأول "سليم"، خوفا من بطش الحوثيين به، إن معظم الموارد الموجودة لدى الدولة، على قلتها، موجهة نحو مواصلة الاعتداء على المدنيين، فيما يواجه قطاع التعليم تجاهلا متواصلا. إهمال التعليم وأضاف إلى "الوطن" "هل يريد منا الانقلابيون أن نهجر مدارسنا، ونفارق مكاتبنا، ونسرح طلابنا، لننضم إلى ميليشياتهم الظالمة، في حربها على المجتمع، حتى تمنحنا رواتبنا؟ وكيف يستقيم عقلا ومنطقا أن تعطى الأولوية لعناصر الميليشيا، الذين يحملون أدوات الموت والقتل والدمار، في الوقت يتجاهل فيه المعلم والمربي، حامل مشعل العلم والنور والمعرفة؟". بدوره، قال معلم آخر إنه أتى من محافظة عمران، لمعرفة مصيره وأسرته، بعد أن أوقفت الجماعة المتمردة راتبه، وعندما تساءل عن السبب، طلبوا منه مراجعة الوزارة في صنعاء. وقال "حضرت ولم أجد إجابة شافية، فالفوضى تضرب بأطنابها في المكان، ولا يوجد شخص على دراية بأي شيء، بعد أن شرد الانقلابيون الموظفين الأكفاء الذين كانوا يديرون الوزارة بكل سهولة، لأنهم يعرفون كل تفاصيلها، بحكم خبراتهم الطويلة، لكن الذين حلوا محلهم لا يميزون ولا يدرون شيئا". مساومة مرفوضة إلى ذلك أشار معلمون إلى أنهم أبلغوا عندما تساءلوا عن سبب وقف رواتبهم، بأن السبب يعود إلى أنهم من معارضي الجماعة الانقلابية، وحتى يتسنى لهم الحصول على مستحقاتهم، يتوجب عليهم إعلان موالاتهم للحوثيين، إلا أنهم رفضوا ذلك، وتمسكوا بموقفهم، وطالبوا بصرف رواتبهم، باعتبارها حقا وليست منحة من ميليشيات التمرد