ألمح المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إلى أنه قد يجد نفسه مضطرا للعودة إلى مجلس الأمن الدولي وتقديم تقرير يدين المتمردين الحوثيين، ويحملهم مسؤولية تعثر المساعي الرامية لعقد جولة جديدة من المفاوضات لحل الأزمة اليمنية. وكان المتمردون قد لجأوا للمناورة مرات عدة في الماضي، حيث يتظاهرون مرات بالعمل على تنفيذ التعهدات التي يقطعونها لولد الشيخ، كما يعلنون قبولهم العودة إلى الحوار، قبل أن يتذرعوا بأسباب واهية لإعلان مقاطعتهم له، إلا أن صبر المجتمع الدولي قد بدأ في النفاد، بسبب استفحال الأزمة اليمنية وتزايد عدد الضحايا وسط المدنيين. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن ولد الشيخ أبدى استياءه الشديد، بسبب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس المجلس السياسي للجماعة المتمردة، صالح الصماد، أواخر الأسبوع الماضي، التي أشار فيها إلى مقاطعة جماعته للمفاوضات، وإصراره على استمرار العمليات العسكرية. وهو ما أثار ولد الشيخ الذي بعث لقيادة التمرد برسالة عبر وسطاء – وفق ما أكده المصدر – فحواها أن الفرصة الحالية هي الأخيرة لإبداء حسن النية والاستعداد لانطلاق جلسة الحوار، وهو التحذير الذي دفع الحركة لتقديم اعتذار رسمي عن تصريحات الصماد، وتجديد الالتزام بالمشاركة في المفاوضات. تبادل الأدوار فيما أشار بعض المراقبين إلى تباين المواقف الأخير، الذي حدث بين رئيس المجلس السياسي للحركة، صالح الصماد، والمتحدث باسمها، محمد عبدالسلام، حيث رفض الأول مبدأ المشاركة في الحوار، وجدد الثاني الالتزام بالمشاركة، مشيرين إلى أن هذا الاختلاف الواضح هو مؤشر قوي على الانشقاقات التي تعصف بالحركة المتمردة، وعدم وجود قرار موحد لها، إلا أن آخرين أكدوا أن ما يحدث هو جزء من تمثيلية يريد منها الانقلابيون كسب الوقت، لذلك يتبادلون الأدوار فيما بينهم، وأنهم يريدون المماطلة والحصول على مكاسب جديدة قبيل انطلاق جلسات الحوار. ومقابل المواقف المتزمتة لجماعة الحوثيين، نجحت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي في قلب الطاولة على المتمردين، واستطاعت تحقيق عدة أهداف في وقت واحد، من خلال التزامها بالحل السلمي، وإعلان موافقتها غير المشروطة على المشاركة، ما دام أساس المفاوضات هو تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وفق ما أعلنته المنظمة الدولية بنفسها. مواقف إيجابية كان وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، قد وجه انتقادات لاذعة الأسبوع الماضي لإيران، واتهمها بإصدار تعليمات للانقلابيين بعدم المشاركة في الحوار، ودعا طهران إلى "العودة إلى رشدها، والتعامل مع الحكومة الشرعية في اليمن في حال أرادت إعادة العلاقات مع بلاده". وأضاف على هامش مشاركته في منتدى حوار المنامة، أمس، أن إيران تستقبل الحوثيين وميليشيات صالح في طهران، وتمولهم ماديا، وتسوّقهم أمام العالم على أنهم مظلومون ولم يرتكبوا تلك الجرائم جميعها في اليمن". كما تفاعلت المملكة بإيجابية مع دعوات الأممالمتحدة، وأشارت في كثير من المناسبات إلى استعدادها للإسهام في دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي، وهو ما دفع ولد الشيخ إلى الإشادة – علناً – بمواقف المملكة وقادتها، وقال في تصريح صحفي تناقلته وسائل الإعلام "تأكدت خلال محادثاتي في المملكة من وجود التزام واضح لدعم حلّ في إطار القرار 2216". وعن فرص نجاح المشاورات المزمعة بين الفرقاء اليمنيين، قال "نحن متفقون بنسبة 90% على التفاصيل الرئيسة".