كان حلمي أن أصبح مدربة لأجل إيصال أكبر فائدة ممكنة إلى أكبر عدد من الناس، وقد تحقق ولله الحمد، وكنت أعتقد أنه حلم صعب يحتاج لمادة ومعرفة كبيرة وإلمام بأشياء عدة من قراءة لغة الجسد واستخدامها بشكل سليم إلى الإلقاء وجمع المعلومات! لكني صدمت بسهولة الأمر لدرجة أن شهادة التدريب ليست ملزمة، ولا يجب حتى على المدرب أن يمتلك بطاقة تعريف للتدريب، ولا تطلب منه عندما يتقدم بطلبه لتقديم دورة!! وبالرغم من هذا كله إلا أنه هناك من يدرب مدربين ويرفع السعر بحجة أنها مكلفة ومدتها طويلة وهم لا يملكونها، بل اعتمدوا على التحدث بمعلومات يمتلكونها إلى أن اعترف بهم الناس وكسبوا ثقتهم وأصبحوا مدربين لهم! فبعد حصولي على شهادة التدريب جمعني برنامج "واتس آب" بمجموعة من المدربين والمدربات ذوي خبرة في مجال التدريب ليست بالبسيطة، وتحدثنا عن التدريب وعن المدربين وعن أبرز المشاكل التي تواجهنا، فذهلت لكثرة المشاكل التي واجهتهم وأنا مبتدئة لم أكن أتوقع أن الأمور غير منظمة! مع العلم أن التدريب مسؤولية عظيمة كمسؤولية المعلم، فبعد مناقشتنا للمشاكل وجهت سؤالا كنت موقنة بالإجابة عنه ولكن للأسف أتتني إجابات كتوقعات وهو: ما الجهة المسؤولة عنا كمدربين وعن التدريب؟! والإجابات: وزارة التعليم "إدارة التدريب التربوي" أو التعليم المهني أو لا توجد جهة أصلا! فاحترت كثيرا فيمن أوجه لهم حديثي، فنحن نعاني كثيرا من المشاكل دون أدنى مراقبة، فالمال هو هدف أي منظمة متخصصة في التدريب أولا وأخيرا لدرجة ضياع أموال المدربين والمتدربين دون تقديم ما يستحق لدفع المبلغ لكونهم ليسوا بالأكفاء لتقديم الدورات، فمنهم من يقرأ كتابا ويعتبره دورة تدريبية ومنهم من يقرأ في مجال معين دون أن يتخصص فيه، وبعيد كل البعد عن تخصصاته الأكاديمية بحجة أنه يحبه ولم يوفق بدراسته فقرأ وبقدرة قادر أصبح مدربا فيه! أو لأجل شهادة غير معترف بها وهناك الكثير والكثير من المراكز والأكاديميات الوهمية خاصة التي تزعم أنها متخصصة بالتعليم عن بعد، بالإضافة إلى تعدد الدورات التافهة لدرجة أن بعض المراكز تقوم بعمل برنامج كامل لتخصص ما، فما الفائدة إذًا من دراستنا الجامعية؟ ينقصنا الكثير والكثير من التنظيم والقوانين واللجوء لهيئة ننتمي إليها لحل مشاكلنا وإصدار شهادات معتمدة بمجالات مطلوبة وتناسب إعطاءها كدورة تدريبية وأيضا يلجأ إليها المتدربون في حال كشف تلاعب إحدى المنظمات المتخصصة بالتدريب أو حتى مدربين وتقوم هذه الهيئة باعتماد المدربين كلا بحسب مجاله ليكونوا أكثر كفاءة وعلما، وأيضا تقوم بتنظيم الدورات سواء كانت عن بعد أو بالأماكن المخصصة لهذا الغرض بدلا من الأكاديميات وغيرها والتي تستغل المدربين بدفع أموال طائلة لا فائدة لها لأجل حجز قاعة إلكترونية لعدد من الساعات.