انتقلت جرائم قتل الأقارب في محافظة الطائف من السيل شمالا إلى ميسان جنوبا، إذ أقدم مواطن في العقد الرابع أمس على قتل أخيه واثنين من أبناء عمه في المحافظة. وأوضح المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة مكةالمكرمة العقيد عاطي القرشي أن مركز ميسان تلقى بلاغا مساء أمس، بتعرض ثلاثة مواطنين إلى إطلاق نار، وتبين من التحقيقات الأولية إطلاق مواطن النار على شقيقه واثنين من أبناء عمومته، إثر خلاف نشب بينهم. قبل أن تجف دماء ضحايا حادثة السيل شمال غرب الطائف التي راح ضحيتها أربعة أشخاص من أسرة واحدة على يد أحد أبنائها الأسبوع الماضي، هزت جريمة مشابهة مساء أمس الطرف الآخر من الطائف، حيث أقدم مواطن على قتل أخيه واثنين من أبناء عمه في محافظة ميسان" 100 كيلو متر جنوبالطائف". وقال الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة العقيد عاطي القرشي إن مركز ميسان التابع لشرطة محافظة الطائف تلقى بلاغا مساء أمس عن تعرض 3 مواطنين لإطلاق نار، وجرى انتقال رجال الأمن المختصين برفقة الجهات الأخرى ذات العلاقة لموقع الحادث وتبين من التحقيقات الأولية قيام مواطن في العقد الرابع من العمر بإطلاق النار على شقيقه واثنين من أبناء عمومته، ووفاتهم، إثر خلاف نشب بينهم، مبينا أنه خلال فترة وجيزة تمكن رجال الأمن بشرطة محافظة الطائف بمتابعة مدير شرطة المنطقة اللواء عبدالعزيز الصولي من ضبط المتهم وإيقافه، تمهيدا لإحالته إلى الجهات المختصة. الجاني معتل نفسيا وعلمت "الوطن" أن الجاني من منسوبي الدفاع المدني وغير مستقر نفسيا ويعاني من مشاكل أسرية، واستخدم سلاحا ناريا "رشاش" في قتل أخيه غير الشقيق الذي يعمل مديرا لإحدى مدارس المحافظة، وقتل ابني عمه، اللذين تربطهما به أعمال تجارية مشتركة في المنطقة، وعقب الجريمة اصطحب أطفاله وهرب وتم القبض عليه في منطقة قيا جنوبالطائف، دون أن يصاب أطفاله بأذى. وحول تفاصيل الجريمة، قال شهود عيان إن الجاني بدأ بأخيه واستدرجه إلى منزله وأدخله المنزل بذريعة مشاهدة أثاث جديد ليقوم بقتله داخل مجلس المنزل، ومن ثم الخروج والتوجه للمجني عليهما الآخرين وقتلهما سويا، أحدهما رجال أعمال والآخر متقاعد. 3 عوامل وراء قتل الأقارب إلى ذلك، قال الباحث النفسي بجامعة أم القرى الدكتور تركي القرشي إن جرائم ذوي القربى وقتل الأقارب من الدرجة الأولى والتي تكررت حوادثها خلال الفترة الأخيرة يرجع إلى ثلاثة أمور؛ وهي الاضطرابات الفكرية، والانتماء للجماعات والفئات الضالة، وتعاطي المخدرات، والاضطرابات النفسية، مشيرا إلى أن إهمال الأسرة للشاب الذي يظهر عليه اضطرابات فكرية أو نفسية قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ما يؤدي في النهاية إلى أمور لا تحمد عقباها. وكانت محافظة الطائف قد شهدت الخميس الماضي جريمة استنفرت الأجهزة الأمنية، وراح ضحيتها 4 أشخاص في مركز السيل شمال غرب الطائف، بعدما فتح شاب في العشرين من عمره النار داخل منزل عمه، ليقتل جدته المسنة وابن عمه، ويصيب عمته بطلقتين، ويغادر المنزل موجها سلاحه نحو مقيم يعمل حارسا لإحدى الاستراحات المجاورة فيجهز عليه وزوجته في ظروف غامضة. وهرعت الأجهزة الأمنية لموقع الجريمة وتتبعت الجاني الذي لاذ بالفرار، ليتحصن بالمنازل المجاورة لمسرح الجريمة، بينما قامت فرق الهلال الأحمر بنقل المجني عليهم إلى المستشفيات، فيما أكدت مصادر أمنية في حينها ل"الوطن" أن الجاني بادر بتسليم نفسه لأحد مراكز الشرطة في جدة. يذكر أن وزارة الداخلية ذكرت في بيانها الذي أعلنته أخيرا حول معدلات الجريمة في المملكة خلال العام الماضي أن محافظة الطائف تقدمت على جميع المدن والمحافظات، فيما يتعلق بحساب مؤشر الجريمة نسبة إلى السكان، بمعدل 31.84 جريمة لكل مائة ألف نسمة من سكانها.