تشهد الساحة السياسية والعسكرية على الأراضي العربية نشاطا متضخما ومتفاقما، مزدوج النتائج، وعلى ما يبدو إن تضخم الأحداث بهذا الحجم المتزايد والذي طفا على سطح الحراك العسكري في العراق وسورية، خصوصا بعد إعلان روسيا دعمها لنظام الأسد الذي بدأ فعليا باستعراض عسكري على أرض الشام بحجة محاربة الإرهاب، الأمر الذي خلق قلقا للبيت الأبيض الذي صرح بعدم الرضا والانتقاد، لتبدأ بأعمالها الاستخباراتية بحثا عن سبل لإيقاف الزحف الروسي في سورية، تزامنا مع اجتماع رؤساء الدول في مجلس الأمن والذي حط الإرهاب في هرم الأولويات ليصبح الإرهاب الشماعة المقنعة لتعليق المصالح الدولية عليها، حيث اتفق الجميع على محاربته والتصدي له. ليبقى السؤال الذي يطل برأسه شاهدا على واقعية المعرفة وكشف مصداقية تلك الدول حول التخلص من ذلك الملف، دون أن تكشف ماهية الإرهاب، ومصادره، فليس من المعقول أن تكون دول بحجم استخبارات أميركا وروسيا وكل الدول الأوروبية لا تعلم ماهية الإرهاب ومصادره ومنابعه وممونيه وأصل العتاد فيه، فباختصار إن أرادوا اجتثاثها فليقطعوا شرايين تغذيتها ومصادر تموينها ومنبع الإمداد فيه، لتجف جذوره فيسهل اجتثاثه وتنتهي المسألة. ولكن لا يزال التعتيم المعرفي سر المسألة! التي جثت بالروس ضيفا ثقيلا على سورية الأمر الذي أزعج الأميركان الذين تغاضوا طيلة تلك السنوات عن التدخل الفعلي لإنهاء الأزمة السورية، وهو العذر المنطقي الذي يراه الكرملين مقنعا لتقديمه للعالم لتفسير وجوده على الأراضي السورية. الأحداث الباردة تنذر بحرب ستتمدد إفرازاتها إلى مجهول مخيف، ما لم تنجح دول الحياد في تسوية الوضع، خصوصا أن إيران من جهة وأميركا وفرنسا من جهة أخرى داخل أرض الحدث لتصبح المنطقة محل استعراض سياسي واستخباراتي وعسكري لقوى عظمى. تكهنات عدة تسترقها معطيات الأحداث من ذلك الحراك العسكري الذي تتعدد فيه الدول والأحزاب والطوائف وتتنوع المصالح، ليشكل خطرا يتمدد إلى أبعاد أكثر خطورة يجر المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة على الأراضي العربية في العراق والشام وما حولها.