- 6 مسارات رسمت تحالف الدول الخليجية والعربية المنضمة للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية لاجتثاث تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من جذورها، جاء ذلك.. خلال الإعلان عن أبرز توصيات المؤتمر الإقليمي لمكافحة الإرهاب بجدة أمس، بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزراء الخارجية في كل من مصر والعراقوتركيا والأردن ولبنان بمشاركة وزير خارجية الولاياتالمتحدة الأميركية جون كيري، لبحث موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته. المسارات الستة لتجفيف منابع "داعش" والمجموعات الإرهابية المشابهة، التي أعلن عنها رئيس الاجتماع وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل هي: محاربتها سياسياًّ، واقتصادياًّ، وفكرياًّ، وعسكرياًّ، وأمنياًّ، واستخباراتياًّ. فالاجتماع الوزاري الذي حظي بتغطية واهتمام إعلامي إقليمي وعالمي، واستمر قرابة الساعات الثلاث بالصالة الملكية بجدة، شدد على ضرورة تقاسم المسؤوليات وعدم التقاعس والاستمرارية في مكافحة الإرهاب. كما حمل المؤتمر الصحفي المشترك بين الفيصل وكيري، كثيرا من الدلالات السياسية، لعل من أهمها ما ذكره عميد الدبلوماسيين العرب الأمير سعود الفيصل، من ضرورة مراقبة تدفق السلاح عبر الحدود، الذي أضحى يهدد سلامة أمن واستقرار المنطقة، وأن بعض الدول العربية كسورية، والعراق، ولبنان، وليبيا، واليمن أصبحت مناطق جاذبة للإرهابيين (المقاتلين الأجانب). التدخل العسكري البري، كان محوراً مهماً في أسئلة الصحفيين، مما دفع بالوزير كيري، إلى التأكيد من أن استراتيجية الرئيس أوباما التي عرضها أول من أمس لا تتضمن نشر قوات أجنبية في سورية والعراق، وقال: "إن المعارضة السورية، وقوات الجيش العراقي، هم من سيقضون على داعش". قاطعاً حدود مسألة التأويل من الضربات العسكرية ستكون هي خيار الولاياتالمتحدة الرئيس تجاه معاقل "داعش" في العراق وسورية. إلا أن كيري بحسب صحيفة الوطن عاد للتأكيد على مسألة جوهرية تقضي بضرورة تكثيف التأهيل الأمني للجانبين، وتدريبهم بشكل كبير، لذلك أوضح بشكل مباشر أثناء إجابته عن أسئلة وسائل الإعلام المحلية والدولية، بدعم جهود التأهيل. روسيا كانت مصدر إزعاج واضح للوزير كيري، بشأن اعتراضها على قيام تحالف دولي ضد الإرهاب، خارج إطار الشرعية الدولية (الأممالمتحدة)، مما دفعه إلى السخرية السياسية بالقول: "وما الذي تفعله موسكو في أوكرانيا؟"، ولم يكتفِ كيري (70 عاماً) بذلك بل وجه رسالة مباشرة للمطبخ السياسي الروسي، أن الإدارة الأميركية ستسعى إلى توسيع هذا التحالف خلال الأيام المقبلة. وكانت تركيا العضو الوحيد في الأطلسي التي لها حدود مباشرة مع سورية (900 كلم)، محل نقاش واسع خلال الأيام الماضية في أجهزة وسائل الإعلام، حيال ترددها في التحالف القائم، ليؤكد وزير الخارجية السعودي بشكل واضح "لا خلاف بين تركيا وأي دولة عضو في هذا التحالف"، وفي سياق آخر قال الفيصل رداً على سؤال الدور المطلوب من الرياض في هذا التحالف: "لن تقدم المملكة سوى إمكاناتها لمحاربة الإرهاب والتطرف"، ليتقاطع ذلك مع حديث كيري وهو ينظر إلى الفيصل، من أن المملكة ملتزمة تماماً بجهود مكافحة الإرهاب. وذهب وزير الخارجية الأميركي إلى التأكيد من أن استراتيجية الرئيس أوباما للقضاء على الإرهاب، تعد مركز الائتلاف الدولي والعربي لمكافحة الإرهاب، وقال "إن الدول العربية تلعب دوراً محورياً ضد داعش"، ليضيف بعدها "داعش منظمة إرهابية لا تعرف الحدود". وبشأن وضع العراق في منظومة التحالف الدولي، أشار الوزير كيري إلى أن بغداد تمثل جزءاً جوهرياً في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. الملفت في حديث الوزيرين الفيصل وكيري، أمام الصحفيين، الذي استمر قرابة 25 دقيقة، هو عدم إعطاء أي تفاصيل جوهرية بشأن الأدوار المطلوبة من الدول العربية الأعضاء في التحالف، سوى بعض الملامح الدبلوماسية العامة، إلا أن بعض المراقبين الذين حضروا اجتماع جدة الإقليمي، ذهبوا إلى احتمالية أن الأدوار العربية المطلوبة تتركز في العمل الاستخباراتي وتبادل المعلومات بشأن المجموعات الإرهابية، وتجفيف منابع التمويل، وتشديد الرقابة على الحدود، ومحاربة الأفكار الإرهابية الضالة.