قدم عدد من الشباب الذين اختارتهم مؤسسة الفكر العربي سفراء لها في البلدان العربية عددا من المشاريع الشبابية المختلفة التي تحمل فكر الشباب، والتي تصب جميعها في سبيل تطوير قدرات الشباب العربي، وتدربوا من خلال برنامج تأهيلي مكثف على أحدث السبل لتحقيق الانطباع الإيجابي، وإثراء المعلومات وصقل المواهب، كما تدربوا على مهارات مختلفة في مجال التقنية والمعلومات ومهارات التواصل، ويستهدف البرنامج تكوين نموذج الشباب العربي المثقّف المشارك في عملية التنمية الاجتماعية. تم ذلك في لقاء تثقيفي أقامته مؤسسة الفكر العربي مؤخرا للشبان والشابات سفراء الفكر العربي على مدى يومين في فندق الريفييرا ببيروت، تضمن اللقاء الذي انطلق تحت شعار "نحن مستعدون" برنامجاً مكثّفاً من الأنشطة التأهيلية والسفراء الشباب المشاركون هم إبراهيم مثنى (اليمن)، الجيلي أحمد (السودان)، أماني راجح (اليمن)، بندر المطلق (السعودية)، جهاد شجاعية وحسن كراجة (فلسطين)، حنان ولدا ونوفل الحمومي (المغرب)، رغدا هادي وشريف عازر (مصر)، سمر المزغني وسيف الله المشاط (تونس)، سيد عثمان أخيار (موريتانيا)،، صفاء العامري (قطر)، عبد اللطيف حسين (الصومال) عبد المحسن العجمي (الكويت)، علي شرفي (البحرين)، مراد خواجا (الأردن)، ميليا عيدموني (سوريا). قدم الأمين العام المساعد والمدير التنفيذي لمؤتمر فكر حمد العماري عرضاً خاصاً عن المؤسسة ومشاريعها السابقة والحالية، وشراكاتها وأهدافها، تلاها اختبار لمعلومات السفراء الشباب، الذين أجابوا فيه على قائمة من الأسئلة التي تراوحت بين البديهية والشائكة والإشكالية في محاولة لصقل معلوماتهم. يقول عضو الأمانة العامة لمجلس الشباب في القرن الإفريقي عبد اللطيف حسين محمد (صومالي) "جئنا وكلنا حماس لعرض مشاريعنا على المؤسسة بانتظار إطلاق هذه المشاريع في مجتمعاتنا ضمن خطة سنوية محكمة، وننتظر من هذا اللقاء التثقيفي بامتياز أن يساعدنا على توسيع شبكة التواصل ما بين المؤسسة والمجتمعات الشبابية العربية، وأن يمدّنا بالخبرات اللازمة لتطوير المهارات الإعلامية لدينا" أما صفاء العامري (يمنية) فقالت "القدرة على تحفيز الرأي العام واستقطابه، بالإضافة إلى كيفيّة استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية عبر الإنترنت وتفعيل المنتديات والمدونات، أبرز ما اكتسبته في هذه الورشة المكثفة، ولا أخفي على أحد أن المسؤولية الجسيمة التي كلفتنا بها مؤسسة الفكر العربي تستحق منا تطوير مهاراتنا لتحقيق أوسع نسبة تفاعل مع الشباب في بلادنا" وفي اليوم التالي، التقى الجميع في جلسة تفاعلية قام بها المدرب المستشار الإعلامي سامر كرم بمعاينة التعبير الجسدي للسفراء، وتفسير أبعاده أثناء الحوارات واللقاءات الصحفية، بالإضافة إلى الانفعالات وإلى نبرة الصوت وتأثرها على السامعين، ودورها في إحراز القبول لدى السامعين. وتحدث أمين عام المؤسسة الدكتور سليمان عبدالمنعم مع الشباب وأجاب على استفساراتهم، وتم بعدها اختبار حي، حيث جلس العديد من السفراء على "كرسي الاختبار"، وتعرضوا إلى أسئلة طرحها عليهم بقية الزملاء. وقال سفير شباب الفكر العربي في فلسطين حسن كراجة "بنيت خطة محكمة استغرق بناؤها شهرين كي تكون فاعلة، أما حيز التنفيذ فقد رصدت له الأشهر العشرة الباقية، ما يضمن نجاح خطتي خلال عام واحد من التمثيل والإسهام في تطوير قدرات جديدة للشباب الفلسطيني". أما الناشطة الاجتماعية المغربية حنان ولدا، فقد عرضت مشروع حملة صحفية قائمة على تقارير وتحقيقات تنشر معلومات وأرقاما واضحة عن المؤسسة. وعبر منسق شبكة تثقيف الأقران الشباب في السودان الجيلي أحمد عن ارتياحه لسياسة المؤسسة وقال "تحدي المؤسسة الأساسي هو أن تذهب إلى أكثر الأماكن بعدا وحرمانا في العالم العربي، وأن تخاطب الشباب ليس فقط في المدن الكبرى بل أيضا الصحارى والقرى والأرياف" وسألت الصحافية السورية ميليا عيدموني زميلها الناشط الأردني مراد خواجا عن ما إذا كان قد جاء حاملا مشاريعه أم إنه جاء ليحمل ما تريد المؤسسة أن تنقله إلى بلاده؟ أجاب " لو أني طبقت مبادرتي أو مبادرة المؤسسة فالفائدة التي نحققها سيكون لها أثر ايجابي على المجتمع الذي ننتمي إليه". وتباحث السفراء في جلسة مسائية مع المدربين سعيد سعيد وعمرو مدني من مركز المواهب للتدريب في الفوائد التي تعود على السفير من خلال تمثيله المؤسسة، ومن خلال ظهوره الإعلامي، كعنصر فاعل في المجتمع، وبالتالي المسؤوليات المترتبة على ذلك، والواجبات تجاه مجتمعه والمؤسسة. وترى سفيرة الشباب في تونس سمر المزغني في هذا اللقاء منبرا لتعبر فيه عن خطتها وطموحها الساعي إلى إعداد قاعدة بيانات شاملة عن الشباب التونسي الذي يمكن أن تستثمر معارفه في تشبيك العمل الاجتماعي، وفي إطار مشاريع مؤسسة الفكر العربي وبرامجها الاجتماعية التي تقيمها بالتعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني بما يربطها بها من مذكرات تفاهم وشراكات فاعلة. وأشارت رغدا هادي من مصر إلى أهمية وجود كوتا نسائية بين السفراء الشباب كي يتم بذلك تحفيز المرأة العربية الشابة على الانخراط أكثر في هذا المجال. وفي الجلسة التدريبية الأخيرة قام مدرب ألماني بتزويد الحضور بمعلومات متطورة عن كيفيّة استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية عبر شبكة الإنترنت وتفعيل المنتديات والمدونات. واختتم اللقاء بجلسة تناقش سبل إسهام السفراء في المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي فكر 9، وتم توزيع المهام وتحديد المسؤوليات. وفي هذا الإطار قدم الشابان بندر المطلق من السعودية، وعبد المحسن العجمي من الكويت مقترحا لتطوير فريق عمل متكامل ومتجانس للاستفادة من خبرات كل سفير، وتدعيم إبداعه للحد الأقصى، بحيث تضمن خطوات حية للاستفادة من الخبرات الصحفية والإعلامية لبعض السفراء في تدعيم محتوى التدوين، بالإضافة إلى استثمار خبرات البرمجة وإدارة المشاريع قيادة الفريق لديهم لدعم تطوير مشاريع البنية التحتية لشبكة السفراء عبر وسائل الإعلام الاجتماعية كالفيسبوك والتويتر وغيرهما. يذكر أنّه إلى جانب تعيين مؤسسة الفكر العربي للدفعة الأولى من السفراء، فقد أدرجت أيضاً أربعة شباب في هيئتها الاستشارية التي تضم كوكبة من المفكرين، كما ستعين ممثلين من الشباب في مجلس الإدارة، كما سيتم تعيين الدفعة الثانية من السفراء الشباب خلال فكر 9. ومؤسّسة الفكر العربي مؤسّسة دولية مستقلّة، وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسؤولة، وتعنى بمختلف سبل المعرفة في سبيل توحيد الجهود الفكرية والثقافية التي تدعو إلى تضامن الأمّة والنهوض بها والمحافظة على هويّتها.