أحدث تعدد القنوات التي تهتم بالفن التشكيلي ارتباكا وحيرة لدى كثير من الفنانين التشكيليين، فالتساؤلات تدور بينهم دائما عن مرجعيتهم والجهات المعنية بأمرهم. ففي عسير تبرز جهات مثل فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت" بعسير، وفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بأبها، وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعسير، ومركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة"، هذه التعددية جعلتهم ينقسمون بين مؤيد لتعددية القنوات التي تخدم التشكيل، وبين متحفظ يرى أن في ذلك خلطا غير مبرر ولا يخدم الحركة التشكيلية في المنطقة. المهم نبذ الخلافات لا شك أن منطقة عسير رائدة في المجال الفني التشكيلي، وفيها قطاع عريض من الشباب ومن أصحاب الخبرات والتخصصات التي يجب أن تُحترم وتقدر ويستفاد منها. وأجزم أن تعددية القنوات التي تخدم الفن التشكيلي جيدة ومهمة لتنشيط الحركة الفنية في المنطقة بشرط نبذ الخلافات، والدعوة إلى تفعيل الرأي والرأي الآخر، والابتعاد عن الأنا، والعمل على تذليل الصعاب، وتحديد احتياجات المنطقة لتفعيلها بما يخدم الحراك الفني التشكيلي فيها، بعيدا عن التحزبات والتكتلات التي لا تخدم التشكيل، بقدر ما تسهم في هدمه. علي ناجع ناقد فني الأمور لا تسير على الأمزجة الفن يُعد الحالة التي لا يجب أن تسير وفق إطار يعتمد على مزاجية الأشخاص، باعتبار أن هذه القيمة في نهاية المطاف فضاء كبير تتفق معها كل القنوات المغذية لها. ولذا أرى أن جمعية الثقافة والفنون هي صاحبة الصلاحية لتقديم هذه الرسالة، وما يقدم الآن في الساحة التشكيلية بمنطقة عسير فيه خلط كبير وتداخل في المهمات، ومن الضروري أن يسير العمل وفق نسق متجانس يبدأ من المؤسسات الراعية للمواهب كجمعية الثقافة والفنون، فهي الجهة المعنية بإعطاء التصاريح لإقامة المعارض التشكيلية، وتقديم المنتج الفني أيا كان، أما ما نراه اليوم في الساحة التشكيلية فهو لا يتفق مع سياسة العمل التكاملي المنشود ولا يمكن أن يسير في الاتجاه الصحيح. أحمد السروي مدير فرع الثقافة والفنون بأبها
وضع الفن لا يسر الحقيقة أن وضع الفن التشكيلي في منطقة عسير لا يسر، وأعتقد أن من الأسباب تعددية القنوات التي تقدم برامج الفن التشكيلي، فهي تشتت الفنان، وتخلق العداوات والخلافات بين التشكيليين، وهذا خلط غير مبرر ولا يخدم الحركة التشكيلية في المنطقة، ولا بد من الالتفاف الجاد للجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي في المملكة. عبده عريشي فنان تشكيلي
جسفت هي الأساس من المهم تضافر الجهود وتوحيدها وأن يلتف الجميع حول "جسفت" بحكم التخصص في مجال الفن التشكيلي ولأنها تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، والجهة الوحيدة المعنية بالتشكيل في المنطقة والتصريح للفعاليات والمعارض التي تقام فيها، ومن المثير للدهشة أن أغلب المعارض بمنطقة عسير لا يعلم عنها إلا من خلال الصحافة وبعد انتهائها، وهذا يدل على تشتت الجهود. وهنا أقترح بعض الحلول، منها: التنسيق المستمر والتعاون الإيجابي، وعقد اجتماعات دورية للمسؤولين عن هذه القنوات، تناقش فيها مواضيع تصب في مصلحة التشكيل، وتتبنى مشاريع فنية وفعاليات جاذبة، كالورش والمحاضرات والندوات يشترك فيها الجميع. عبد الله البارقي عضو فرع "جسفت" بعسير