غاب المحتفى بهم ولم تغب مطالبهم وحضر مسؤولو الوزارة في اليوم العالمي للمعلم الذي نظم مساء أول من أمس بمركز الملك فهد الثقافي وكاشفت مسرحية عرضت ضمن فقرات الاحتفال مسؤولي الوزارة بالواقع "المر" للمعلمين، تناولت حجم معاناة المعلمين في الميدان التربوي والمشاكل التي يواجهونها في مشهد تمثيلي. وحكى المشهد عدد من المعلمين أثناء لقائهم في غرفتهم، حيث "فضفضوا" عن الكثير من المعاناة اليومية للمعلم خلال اليوم المدرسي من زحام الفصول ووصول عدد الطلاب بها إلى 35 طالبا، وكونها مباني مستأجرة وعدد الحصص اليومية وعدد حصص الانتظار والمهام الأخرى من أنشطة ومناوبة، إضافة إلى عدم تشجيع مشرفي المواد الدراسية للمعلمين أثناء زياراتهم الميدانية، كما تناولوا حقوق المعلمين والمعلمات وتعيينهم على دون مستوياتهم، ومعاناة المعلمين في التواقيع على التعاميم اليومية للوزارة. ولفت المشهد إلى آثار قرار "التربية" بعدم الشدة والقسوة على الطلاب بأن شخصية المعلم وهيبته ضعفت داخل المدرسة، بل إن المعلم أصبح هو من يرتجف من الطلاب، ويخاف على نفسه وعلى سيارته من العبث والتكسير إذا عامل الطلاب بشدة أو انضباط. ولم يغفل المشهد عن سرد معاناة المعلمات اليومية وانتقالهم من مقر سكنهم إلى مدارسهم التي ربما تبعد 300 كلم بشكل يومي ذهاباً وإياباً، منتقداً المشهد نظام "لم الشمل" بأنه لم يحل معاناة المعلمات جذرياً. وطالب المعلمين والمعلمات في "اليوم العالمي للمعلم" بالتأمين الطبي ولاسيما أنهم من يعانون من تردي الصحة، إضافة إلى نوادي المعلمين التي ينتظرونها، جاء ذلك في كلمتهم التي ألقتها عبر فيلم "مسجل". وشاهد الحضور أوبريتا بعنوان "مولد أمة" استعرض خلاله عدد من الشواهد الحضارية للمدارس والإنجازات التربوية بالإضافة إلى تطلعات الوزارة. وأكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله خلال كلمة مسجلة بهذه المناسبة أن العزم معقود بغية الوصول بالتعليم والعمل التربوي إلى آمال وتطلعات القيادة، مؤكداً أن النهضة التعليمة التي تشهدها البلاد اليوم هي ثمار جهود المعلمين؛ فكان لزاماً تكريس على التربية، تكريس ماقدموه من أجل التعليم؛ وأن يباهى بماوصل إليه، وذلك بمشاركتهم من خلال هذه الاحتفالية التي تعبر من خلالها عن جزيل الشكر لكل مابذل ويبذل من أجل التعليم. وتطلع الوزير إلى أن يكون الخامس من أكتوبر من كل عام احتفالية كبرى في كل مناطق ومحافظات المملكة؛ وذلك نظير مايبذلونه لأجيالنا في مدارس التعليم العام، مبيناً أن ذلك حق لهم وواجب يشارك فيه كل مواطن ومواطنة. من جهته أكد نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن عبدالرحمن بن معمّر في تصريحات للصحفيين إن لديهم 3000 مشروع تعليمي جار العمل فيها, وفي كل يوم يستلمون مبنيين مدرسيين لتكون هذه المباني بديلة للمدارس المستأجرة التي توقع أن تتخلص منها الوزارة خلال ثلاث إلى خمس سنوات, معترفا بوجود بعض المشكلات لدى الوزارة ومن ذلك نصاب الحصص والسلم الوظيفي والدوام في مناطق نائية وغيرها, مشيرا إلى أن هذه المشكلات تحظى باهتمام كبير من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود, لافتا إلى إن الوزارة ترحب بالنقد الهادف البناء ويتّسع صدرها لتقبّل جميع الملاحظات التي تصل إليهم من الميدان التربوي. وعن الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم قال بن معمر إن الحفل يعبّر عن رمزية معينة لتكريم للمعلمين والمعلمات والاعتراف بجهودهم, وورغم أنه يصعب حضور كل المعلمين والمعلمات للاحتفاء لكنه سيصل لهم في مدارسهم, وعن جائزة التربية والتعليم للتميّز التي أعلن الفائزين بها أمس قال إن وزير التربية يتابعها بدقة ويأمل أن تحقق إنجازات كبيرة للمعلمين والمعلمات ولكل المنتسبين للميدان التربوي, وبسؤاله عن التأمين الطبي للمعلمين والمعلمات والدوام الجزئي والتقاعد المبكر للمعلمات قال إنه منذ تسلم وزير التربية لمنصبه وهو حريص على إيجاد حلول لكل المشكلات التي يواجهها المعلمون والمعلمات. لم يكن احتفال المعلمات بأفضل حال من احتفال المعلمين حيث لم يكن الحضور بالمستوى المأمول ، حيث سجلت نائب الوزير لشؤون البنات نورة الفايز غيابها عن المشاركة في الاحتفال بالمعلمات لتواجدها في روسيا لحضور مؤتمر رياض الأطفال والتعليم المبكر والذي أنهى فعالياته الأسبوع الماضي. ولم يشهد الجانب النسائي سوى حضور قرابة العشر سيدات منهن مديرة العلاقات العامة بإدارة التعليم النسائية الدكتورة حصة الرديني ومديرة العلاقات الخارجية فوزية الخميس ومديرة الموهوبات منى باهبري وعدد قليل من الإداريات وثلاث معلمات أكدن أن الدعوة أتتهن عبر الجوال فيما أكدت الدكتورة الرديني أن الإعلان للمناسبة جرى عبر الصحف وتم الإيضاح أنها دعوة عامة وعن بعض القيادات التعليمية أفادت أن بعضهن اعتذرن بعد أن وصلتهن الدعوة متأخرة وكانت لديهن ارتباطات سابقة.