سخر سياسيون يمنيون من التناقضات المتعددة التي حفل بها خطاب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أول من أمس على قناة "الميادين"، إذ جاء الخطاب مليئا بالتناقضات، ويشير إلى الحالة النفسية السيئة التي تسيطر على المخلوع، والإنهاك الشديد والإعياء. وأضافوا أن المظهر الشاحب الذي ظهر به صالح، والارتعاش الواضح في صوته، والعصبية الزائدة في تصرفاته، كلها مؤشرات تؤكد أن النهاية الفعلية له اقتربت وأنه يعيش آخر أيامه. وقال المحلل السياسي سعيد الزايدي في تصريحات إلى "الوطن"، "خطاب المخلوع ينطبق عليه المثل الشهير "تمخض الجبل فولد فأرا" فغالبية الشعب اليمني كانوا يمنون أنفسهم أن يعلن الرجل استسلامه، وأن يتراجع عن مواقفه الخاطئة، وأن يكون ضميره استيقظ، أو أن يكون قد استوعب الحقيقة الماثلة أمام الجميع، التي تشير إلى أن دوره انتهى، وأن المقصلة أمامه، وسيمثل يوما ما، إن عاجلا أو آجلا أمام العدالة، ليدفع ثمن ما اقترفته يداه بحق الشعب". أحلام اليقظة ومضى الزايدي: للأسف، أيقن الجميع أن "صالح" ما زال يعيش أحلام اليقظة، وأنه ما زال أسير أوهامه، ويظن أنه الوحيد الذي يحق له حكم اليمن، وأن لا أحد سواه يصلح لهذه المهمة. وكلماته الساقطة التي تفوه بها، وكم المتناقضات الذي تفوه به يؤكد إصراره على مواقفه السابقة. لذلك نجدد المطالبة بضرورة اعتقاله، وعرضه على المحاكم الجنائية، المحلية والدولية، كي ينال العقاب الرادع، الذي يردع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعوب". سيل المتناقضات من جانبه، قال المحلل السياسي ناجي السامعي إن الهيئة التي ظهر بها المخلوع، والارتباك الذي شاب كلماته جعلت كل من يستمع إليه يحس بأن المتحدث هو رجل أتى من عالم الأموات، حسب تعبيره. وأضاف "في كل مرة يظهر فيها صالح ويتحدث بمثل هذه الترهات التي تفوه بها يتساءل كثيرون كيف تمكن رجل مثل هذا أن يحكم اليمن كل تلك الفترة؟ وكيف صبرنا على نصف متعلم مثله، غير قادر على ربط الكلمات ببعضها بعضا. فالخطاب كان ركيكا لأقصى درجة، وكأنه ارتجل ارتجالا، فليس هناك رابط مشترك، وهو عبارة عن سيل من المتناقضات". العمالة لإيران ومضى السامعي قائلا: "المخلوع يعيش ما يسمى بحالة انفصام عن الواقع، ويبدو أن السنوات التي قضاها على كرسي الرئاسة في اليمن –رغما عن إرادة الشعب– صورت له أنه هو الرئيس الأبدي، وأن كل اليمنيين على خطأ وهو وحده على حق، لذلك بدا الحقد ظاهرا في كلماته، على الشعب الذي ثار ضده، وخلعه عن الحكم عام 2011، وظهر كذلك حقده على المملكة، ونكرانه مواقفها المتعددة عليه شخصيا، ويكفي أنها استقبلته وأولته الرعاية الطبية المتقدمة، وأنقذت حياته بعد محاولة اغتياله في مسجد الرئاسة، لكن إذا كان المخلوع خائنا، تنكر لبلاده وارتضى العمالة للحوثيين وإيران على حساب وطنه وشعبه، فليس مستغربا أن يتنكر لمواقف المملكة".