رفض سياسيون يمنيون دعوة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إلى كل الميليشيات المقاتلة على الأرض بوضع السلاح والانخراط في العملية السياسية، مشيرين إلى أنها دعوة ظاهرها الرغبة في حل الأزمة وباطنها الرغبة في مواصلة الخداع، مؤكدين أن المخلوع لو أراد حقا أن يسهم في حل الأزمة فإن عليه أن يعلن عن فض تحالفه مع المتمردين الحوثيين، وأن يوجه كل وحدات الجيش التابعة له والمقاتلين الموالين له بوقف القتال فورا. وأضافوا أن صالح بما عرف عنه من حدة في الطبع ورغبة في الاستمرار على كرسي الحكم، ورفض الانسحاب من المشهد السياسي، لن يقبل على الإطلاق بأن دوره السياسي انتهى، وأن الواجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه الخصوص بإحالته إلى محكمة الجنايات الدولية، ليلقى جزاءه الرادع على ما اقترفته يداه من جرائم بحق الشعب اليمني، وإلزامه بإعادة عشرات المليارات التي نهبها من أموال الشعب. وقال المحلل السياسي صادق قاسم إن صالح لن يتوقف عن المناورات السياسية، فأجاد هذا الأسلوب لأكثر من 34 عاما جلس فيها على كرسي الحكم، وأدمن اللعب على المتناقضات، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "للأسف الشديد فإن المخلوع لم يستفد من كل تلك السنوات الطويلة التي كان فيها على كرسي الحكم، ولم يتعلم منها شيئا، وما زال يظن أن بإمكانه العودة مرة أخرى إلى كرسي الرئاسة، مع أن كل الأوراق التي كان يراهن عليها احترقت منذ أن شنت طائرات عاصفة الحزم غاراتها الأولى لدك قواته وتدمير مقدراته، لكنه ولتضخم ذاته وإصابته بالنرجسية السياسية يظن أنه الشخص الوحيد القادر على حكم اليمن". وفي السياق ذاته، أكد رئيس الدائرة المحلية بالرئاسة اليمنية عبدالله العليمي أن دعوة صالح إلى استئناف الحوار وإيقاف القتال هي دعوى كاذبة، لن تجد من يهتم بها، مطالبا المجتمع الدولي بوضعه على قائمة المطلوبين الذين لا بد أن يمثلوا أمام العدالة، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "صالح أدمن الكذب والخداع، وهو السبب الرئيس في ما وصلت إليه البلاد من خراب ودمار، بسبب إصراره على حكم اليمنيين ولو بالقوة، كما أن أحقاده هي التي تدفعه للانتقام من الشعب الذي ثار ضده، بعد أن صبر عليه مدة 33 عاما، لم ير فيها سوى العذاب والبؤس. لذلك فإن دعوته لا تجد أي صدى وسط اليمنيين، ونطالب المجتمع الدولي بعدم الانسياق لها، لأنها دعوة حق أريد بها باطل، وهو لن يرضى بالحوار، لعلمه أن الحوار والتفاوض يضعه خارج اللعبة السياسية، فانتهى دوره". ومضى العليمي بالقول "صالح هو المشكلة، ولن يكون جزءا من الحل، وهو يريد أن يضحك مرة أخرى على اليمنيين، ففي الوقت الذي يدعو فيه إلى الحوار والتفاوض فإن يده تضغط على زناد البندقية، وبينما يطلق دعوة إلى الحوار فإنه يدفع قواته بأعداد كبيرة لاجتياح عدن، وبقية مناطق الجنوب".