تحسبا لنتائج تظاهرة دعا لها ناشطون سياسيون في مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، نشر متشددو تنظيم القاعدة قواتهم بكثافة في أنحاء المدينة، ودهموا منازل الناشطين واعتقلوهم، كما تركزوا بآلياتهم في المكان المحدد للتظاهر. ولم تثن هذه الإجراءات ناشطي المجتمع المدني الذين جددوا عزمهم مواجهة المتطرفين، احتجاجا على تدخلاتهم المتكررة في شؤون المواطنين، ودعوا المجلس الأهلي إلى التدخل والقيام بدوره. إلى ذلك، امتنعت قبائل صنعاء عن التجاوب مع محاولات المتمردين الحوثيين استمالتها إلى صفوفهم، وجددت تعهدها بدعم قوات الشرعية أثناء تقدمها نحو العاصمة صنعاء، على غرار ما فعلت مع القوات التي حررت محافظة مأرب. ووقعت على وثيقة شرف تؤكد نبذها كل من يتعاون مع المتمردين أو يمدهم بأي من أنواع الدعم. يحاول المتمردون الحوثيون، دونما جدوى، استمالة القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء للوقوف إلى جانبهم، وبدأت عناصر تابعة للتمرد في جمع حملة توقيعات على ما يسمى ب"وثيقة الشرف" التي تهدف إلى جمع توقيع مليون شخص في محافظاتصنعاء وصعدة وذمار وعمران. وقالت مصادر داخل العاصمة إن الوثيقة تهدد، حسب نصها، بالعزل الاجتماعي كل من يقف مع قوات الشرعية، وتجردهم من حقوق المواطنة، ويصل الأمر حد هدر دمائهم، مؤكدة أن عناصر التمرد فشلوا في الحصول على توقيع أي من مشايخ القبائل في المناطق المستهدفة، كما لم يحصلوا على تأييد الشخصيات الاجتماعية الفاعلة، إذ تمسك مشايخ القبائل ووجهاؤها بقرارهم الذي يقضي بعدم الوقوف مع الانقلابيين، وتركهم يواجهون مصيرهم. في المقابل، وقع مشايخ قبيلة خولان الطبال على وثيقة شرف مضادة، تسمح لقوات التحالف والمقاومة بعبور المناطق التابعة لها، نحو العاصمة صنعاء، دون اعتراض، كما تعهدوا بتقديم كل أنواع الدعم التي تطلب منهم، مؤكدين أنهم سيعيدون القيام بنفس الدور الذي قاموا به حينما سمحوا لقوات التحالف بالعبور نحو محافظة مأرب، قبل استكمال تحريرها، والذي تم في وقت قياسي، نظرا للمساعدات القيمة التي قدمها رجال القبائل لقوات الشرعية. وحذرت الوثيقة كل من يعترض طريق هذه القوات، أو يشكل تهديدا لها، بالعزل التام، مؤكدة أن مشايخ القبائل اتفقوا على التبرؤ من كل من لا يلتزم بالوثيقة، وإهدار دمه، وعدم المطالبة بديته إذا تعرض للقتل. وكانت جماعة الحوثيين فشلت في استمالة كبريات قبائل محافظة صنعاء، التي تعاهدت على الوقوف مع الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وحكومته، كما تعهدت بتقديم أي عدد من المقاتلين يطلب منها، للمشاركة في معركة تحرير صنعاء.