دفعت عشوائية حي وادي النمل في شرق الطائف كثيرا من السكان إلى ترك منازلهم الشعبية والرحيل بحثا عن مواقع مناسبة للسكن، بعد أن نفد الصبر في انتظار الوعود بتحسين الحي ضمن مشروع تطوير الأحياء العشوائية الذي أعلنت عنه أمانة الطائف منذ عدة سنوات. دفعت عشوائية حي وادي النمل بشرق الطائف كثيرا من سكان الحي إلى الرحيل وترك منازلهم الشعبية التي لا يفصل بينها سوى أزقة ضيقة، والبحث عن مواقع مناسبة للسكن بعد أن نفد الصبر في انتظار الوعود بتطوير الحي ضمن مشروع تطوير الأحياء العشوائية الذي أعلنت عنه أمانة الطائف منذ عدة سنوات ولم يكن له أي أثر على أرض الواقع. سبب التسمية يعد حي وادي النمل الذي نشأ بطريقة عشوائية من أقدم أحياء الطائف، ويضم سكانا من جنسيات مختلفة منذ 40 عاما، ويرجع البعض سبب تسميته بحي وادي النمل إلى كثرة النمل في الحي، إلا أن السكان يرون غير ذلك، وينسبون تسميته إلى وادي النمل المذكور في القرآن الكريم، وإلى قصة النبي سليمان -عليه السلام- مع النمل التي حدثت فيه.
مأوى للأفارقة يؤكد عدد من سكان الحي أن المعاناة من العشوائية تزيد يوما بعد يوم، ما دفع كثيرا منهم إلى مغادرة الحي وترك المنازل الشعبية التي تحولت فيما بعد إلى مأوى للأفارقة الذين استوطنوا المكان منذ القدم وأصبحوا جزءا من تركيبته السكانية، وبين فيصل العتيبي أن شوارع الحي ضيقة وغالبيتها غير نافذ، إذ إن المنازل الشعبية أقيمت بطريقة عشوائية، ولذلك تجد أن الشارع يبدأ متسعا ويضيق شيئا فشيئا، فيما أشار ماجد المالكي إلى الصعوبات التي تواجهها سيارات الإسعاف أو آليات الدفاع المدني في حال حدوث أي طارئ بسبب ضيق الشوارع.
تدني مستوى النظافة عبدالرحمن العمري بين أنه بمجرد هطول نسبة قلية من الأمطار تفيض الشوارع بمياه الصرف الصحي مشكلة مستنقعات تبقى لعدة أيام وتتحول إلى بيئة خصبة لتكاثر وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض، في ظل قصور مكافحتها بعمليات الرش المكثف من قبل الجهات المعنية، أما محمد الزهراني فأوضح أن تراكم النفايات لعدة أيام في الحي أصبح خطرا يهدد الصحة العامة في ظل غياب مراقبي البلدية، فعمال النظافة وضعوا جل اهتمامهم في جمع العلب الفارغة وبيعها بأسعار يرون فيها مصدرا ماليا لهم، أو جمع الأثاث الملقى الذي يرجى منه بيعة في حراج المسترجعات ومن ثم المغادرة لتبقى النفايات ملقاة في الشوارع.
منازل آيلة للسقوط يذكر خالد آدم وعبدالرحمن المالكي أن الحي يوجد به عدد من البيوت القديمة المهجورة والتي أصبحت تهدد الحي بالكامل في حال سقوطها بسبب تقارب المباني، مشيرين إلى أنه تم تحديد عدد من المنازل تمهيدا لإزالتها قبل عام وتعويض أصحابها، وحتى الآن لم يستجد أي شيء بهذا الخصوص.
ضيق الشوارع يعيق الإنقاذ أوضح الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان أن وادي النمل يندرج ضمن الأحياء العشوائية التي يعاني الدفاع المدني فيها من ضيق في بعض الممرات والشوارع، وتنوع آليات الدفاع المدني من حيث الأداء يختلف من آلية لأخرى حسب أدوارها بالحادث، فالآليات الثقيلة والآليات التي تستخدم للمباني العالية في عمليات الإخلاء وعملية الإطفاء من ارتفاعات مختلفة يصعب دخولها إلى الحي.
حلول لمعالجة العشوائيات "الوطن" تواصلت مع المتحدث الإعلامي بأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم للاستفسار عن شكاوى السكان، وقال: الحي يعتبر من المناطق العشوائية التي نشأت في غياب التخطيط العمراني المتكامل بسبب ظروف مختلفة، ما أدى إلى بروز عدد من الملاحظات، مؤكدا أن الأمانة أعدت دراسة لتخطيط المناطق العشوائية كافة، واتخذت كل الحلول لمعالجتها من خلال حصر المواقع والمناطق العشوائية ومساحتها وتصنيف مواقعها بالنسبة للمدينة، كما أعدت الدراسات التخطيطية اللازمة لعدد من المناطق العشوائية، وشرعت في تنفيذ ذلك من خلال أعمال التخطيط، والترخيص بالبناء، وتنفيذ المشاريع، وتوفير المرافق والخدمات.
إشراك القطاع الخاص بين المتحدث الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أن عملية التخطيط مستمرة وتتعلق ببناء مدينة مستقبلية، إلا أن بناء المدن يأخذ وقتا طويلا، وبالتزامن مع ذلك شرعت الأمانة في طلب تأسيس شركة المصيف للتنمية والتطوير العمراني لتكون الذراع التنموية للأمانة تتمكن من خلالها المساهمة في تطور هذه المناطق، كما ستشرك الأمانة القطاع الخاص في تطوير المناطق العشوائية وفق ضوابط وأطر تنظيمية وتطويرية ملائمة، وسيتم التركيز على إدخال هذه الأحياء في دائرة التطوير والاستثمار العقاري، بما يحقق فوائد عمرانية واجتماعية للمحافظة، مع توفير أنظمة وحوافز لدمج الملكيات وتنشيط الاستثمارات لرفع جدوى إعادة البناء.
أنظمة مشجعة للبناء ستتم صياغة أنظمة مشجعة للبناء في هذه المناطق تشكل مرونة في دمج قطع متفاوتة الأحجام واستثمارها مع توفير بيئة عمرانية آمنة ومستقرة ومساندة للحياة الكريمة للسكان وحتى الزوار، وهذا المشروع التطويري العملاق الذي تشهده مكةالمكرمة ما هو إلا خطوة تنموية أخرى ستنعكس بأثرها الإيجابي على الطائف وسكانها وزائريها والسائحين.