طالب استشاري الأمراض المعدية والوبائية الأستاذ في جامعة الملك خالد، الدكتور طارق الأزرقي بتدخل عاجل من وزارة الداخلية للحد من نقل الإبل داخل المدن، وذلك على غرار تدخلها في مكافحة حمى الوادي المتصدع، ومنعها نقل المواشي من منطقة إلى أخرى. ودعا الأزرقي إلى ضرورة اجتماع وزارات الصحة والداخلية والزراعة لإجراء التطبيقات نفسها التي طبقت بين عامي 2011 و2012 لحماية المجتمع من حمى الوادي المتصدع، وذلك للحد من كورونا، وقال "يجب منع نقل الإبل وبيعها في الأسواق، إضافة إلى إجراء مسح صحي دوري للجمال"، كاشفا أن عدم اقتناع وزارة الزراعة بتورط الإبل في العدوى أدى إلى قصور واضح في مكافحة الفيروس. في الوقت الذي أكد وزير الصحة المهندس خالد الفالح أمس أن هناك ثلاث جهات تعمل جاهدة على إيجاد لقاح ناجع ضد فيروس كورونا وأن وزارته جاهزة لأي طارئ يحدث خلال موسم الحج، طالب استشاري متخصص في الأمراض المعدية والوبائية بتدخل عاجل من وزارة الداخلية للحد من تنقل وانتشار الإبل داخل المدن وبيعها في أسواق الأحياء على غرار ما حدث من تفش لفيروس حمى الوادي المتصدع إذ تدخلت الداخلية ومنعت نقل المواشي من منطقة لأخرى. حاضنات الفيروس وتأتي مطالبة الاستشاري الأستاذ في جامعة الملك خالد بأبها الدكتور طارق علي الأزرقي لتقليص حجم الإصابات بفيروس كورونا، لأن مثل هذه الفيروسات تجد لها حاضنات معينة كما حدث مع حمى الوادي المتصدع إذ كانت الأغنام من الحاضنات الرئيسة للفيروس وبالتالي كان من المنطقي أن تمنع من التنقل وأن يقلل من مخالطتها. وقال ل"الوطن" أمس: ينبغي على وزارة الداخلية الدخول على خط مكافحة انتشار فيروس كورونا بمنع تنقل الإبل وبيعها في الأسواق، على غرار ما حصل في مرض حمى الوادي المتصدع بين عامي 2011 و 2012 في منطقتي جازان وعسير، عندما كان حاضن الفيروس الأغنام إذ اتخذت إجراءات صارمة من قبل الوزارات المعنية للحد من انتشار المرض تمثلت في عدم السماح بنقل الأغنام من منطقة إلى أخرى بغرض التجارة وحصرها في مناطقها، لافتا إلى أن هذا الإجراء قلل من انتقال الفيروس على مستوى المملكة وكذلك كان هناك مسح صحي دوري للأغنام ومنع استيراد الأغنام من المناطق الموبوءة من الخارج. قصور في المكافحة وبين الأزرقي أن هناك قصورا في مكافحة كورونا بخلاف ما حصل في حمى الوادي المتصدع، مشيرا إلى أن الإجراءات الاحترازية التي تنفذها وزارة الزراعة حاليا لمكافحة انتشار الفيروس أقل بكثير عما كان في الوادي المتصدع، مرجعا ذلك إلى عدم قناعتها بأن الإبل متورطة في العدوى. وقال الأزرقي "من المفترض على وزارات الصحة والزراعة والداخلية عقد اجتماع ثلاثي حتى تتخذ قراراتها حيال هذا الفيروس وتكون كل وزارة مسؤولة عما يخصها، ومن أهمها وزارة الداخلية لقوتها في تنفيذ قرارات منع تنقل وبيع الإبل بين المناطق وفي الأسواق". وأضاف: "يجب تضافر جهود الوزارات ومن غير المعقول أن تقع الملامة على وزارة الصحة وحدها، فالقضية ليست حول صحة الناس في المستشفيات فقط، فهناك مصدر خارج نطاق الصحة يتمثل في الإبل والمسؤول عنها هي وزارة الزراعة، ولا بد أن تتعاون مع نظيرتها الصحة لتطبيق الإجراء الاحترازي بمنع هذه الإبل، وعلى وزارة الداخلية تنفيذ القرارات الخاصة بذلك بعد الاتفاق عليها، أما حاليا فليس هناك أي تنسيق بين هذه الجهات الحكومية". وتابع: "للأسف، فإننا نعرف الناقل الرئيس للفيروس حاليا وكل الدراسات تؤكد ذلك، إلا أننا ما نزال نرى الإبل في الأسواق والناس يخالطونها وتتنقل من سوق إلى آخر دون إي إجراء وقائي أو على الأقل أن يتم فحصها". البحث مستمر وكان وزير الصحة قد زار عددا من مستشفيات المدينةالمنورة أمس، واطلع على التجهيزات الخاصة بموسم الحج، وذكر في إجابة على سؤال ل"الوطن" أن الوزارة تعمل مع منظمة الصحة العالمية ومع شركات بحثية وشركات أدوية للوصول إلى لقاح وقد يستغرق ذلك بعض الوقت، مشيرا إلى أن الوسيلة الوحيدة في الوقاية حاليا هي الحذر والاهتمام باتباع السبل في تجنب انتقال العدوى سواء من الإبل أو عند مخالطة الآخرين.