مع تسارع الجهود الرامية لتحرير العاصمة صنعاء من الانقلابيين، وتهديدات رجال القبائل للإرهابيين، أقدمت ميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع صالح، على شن حملة دعم واعتقالات واسعة للعشرات من الناشطين السياسيين والفاعلين في المقاومة الشعبية، إذ تم أمس اعتقال 50 شخصا، في وقت انتشرت فيه الميليشيات في بعض الشوارع بشكل مكثف، كما قامت قوات تابعة لهم بإغلاق بعض الأحياء بشكل كامل، بحثا عن مطلوبين. وقالت مصادر من داخل العاصمة إن الحملة ركزت بشكل خاص على أحياء السنينة، ومذبح، والستين. وأضافت أن مسلحين اعتقلوا العشرات واقتادوهم إلى أماكن مجهولة، كما تم تهديد الأسر والنساء وإخراجهن إلى الشوارع، في مظهر أثار استياء المارة. وأشار مراقبون إلى أن ميليشيات التمرد أصيبت بحالة رعب هستيري، وباتت تتشكك في كل من لم يوالها، لا سيما بعد أن بدأ مقاتلو المقاومة الشعبية في تدشين عملياتهم ضد المتمردين، وقاموا خلال الفترة الماضية بتصفية بعض العسكريين المتواطئين مع قوى الانقلاب. رعب وهلع وقال المحلل السياسي، ناصر نعمان، إن تصرفات الإرهابيين في الفترة الأخيرة التي اتسمت بالهمجية والبعد عن الممارسات القانونية، تعكس بالضبط مدى الرعب الذي أصابها من الاستعدادات الضخمة التي تقوم بها قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، والتعزيزات الهائلة التي أمدت بها قوات المقاومة الشعبية، ما يشير إلى قرب تحقق نتيجة حتمية، هي أن أيام الإرهاب في اليمن عموما، وصنعاء على وجه الخصوص باتت وشيكة، وأن ساعة رحيلهم دنت، لذلك بدؤوا القيام بحركات عبثية لا معنى لها، ولن تكتب لهم النجاة، إذ يتصورون أن اعتقال بعض الناشطين السياسيين ربما يؤجل ساعة الهزيمة". ومضى بالقول "لا سبيل أمام الانقلابيين سوى التسليم بالأمر الواقع، والمسارعة بسحب ميليشياتهم، والعودة إلى أماكنهم السابقة، وتسليم العاصمة وبقية المدن والمحافظات، فالحسابات العسكرية تؤكد أنه لا قبل لهم بمواجهة الآلة العسكرية الضخمة التي تملكها قوات التحالف، والأسلحة المتطورة التي بات يحملها مقاتلو المقاومة الشعبية، ما أدى إلى تحول موازين القوى لصالحهم، بعد أن كان في السابق في أيدي المتمردين. كما أن عدد الثوار الذين تم تخريجهم من معسكرات التدريب بات كافيا لإلحاق الهزيمة التامة بالانقلابيين". آليات التحالف في غضون ذلك، أكد شهود عيان مشاهدتهم عددا من الأطقم العسكرية المحملة بالجنود، والرشاشات، ومضادات الطيران، القادمة من معسكر الاستقبال والدفاع الجوي بضلاع همدان، وهي تسير في شارع الستين نحو جهة غير معروفة. وأشارت مصادر إلى أن الانقلابيين بدؤوا في إعادة نشر قواتهم العسكرية، مشيرة إلى أن هذه التحركات لن تعني شيئا على أرض الواقع، وأضافت أن أعدادا ضخمة من الآليات العسكرية التابعة للتحالف العربي وصلت إلى منطقة صافر بمحافظة مأرب، وهي تضم نحو 130 دبابة ومدرعة وآليات مختلفة، بعد وصول ثلاث دفعات سابقة إلى صافر بما فيها مروحيات أباتشي. وتابعت بالقول: إن عدد الثوار في المحافظة وحدها بلغ خمسة آلاف عنصر من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، هذا فضلا عن توفير التحالف للحاجات اللوجيستية للمعارك، بما فيها المستشفيات الميدانية المتنقلة.