خلصت إحصائية أخيرة، أعقبت فعاليات سوق عكاظ الأخيرة، إلى تصدر اللوحات المستوحاة من أشعار الأمير بدر بن عبدالمحسن لوحات الفنانين المتقدمين لمسابقة لوحة وقصيدة ضمن فعاليات سوق عكاظ الأخيرة. وبلغت اللوحات التي اقتبست من شعر البدر 18 لوحة، بينما كان نصيب الشاعر غازي القصيبي من اللوحات 11 لوحة، واللوحات التي كانت مستوحاة من شعر أبي تمام ست لوحات رغم كثرة قصائده التي تناولت الخيل. وكانت المفارقة أنه رغم ذلك ذهبت المراكز الثلاثة الأولى إلى لوحات استوحت قصائد أبي تمام والقصيبي، وليس البدر! وقال الفنان التشكيلي ناصر الضبيحي الفائز بالمركز الأول لجائزة سوق عكاظ بمسابقة "لوحة وقصيدة" إن اللجنة الخاصة بالمسابقة عرضت على المتسابقين نتاج ثلاثة شعراء هم الأمير بدر بن عبدالمحسن وغازي القصيبي وأبوتمام، وأنه قرأ شعر أبي تمام ووجد أن قصائده وشعره كفصحى ومعنى يختلف تماما عن الشاعرين الآخرين من حيث قوة القصائد وكثرتها عن الخيل، والأبيات التي اختارها كانت تحكي قصة وكانت بالنسبة له إلهاما وإبداعا وخاصة بعد اختيار الأبيات التي على ضوئها صمم اللوحة، وبدأ العمل عليها بعد أن وقع اختياره على قصيدة أبي تمام التي تحاكي الخيل بطريقته وتحدثت عنه بوصف جميل شعر معها بالدخول في أجواء القصيدة "وَلَقَدْ شَهِدْتُ الْخَيْلَ يوْمَ طِرَادِها"، وبين أن هذا الأمر استغرق معه عشرة أيام، نفذ بعدها اسكتشات تعد مسودات للعمل، ومنها خرجت اللوحة الرئيسة التي شارك بها، مضيفا أن أبي تمام شاعر يحاكي أجواء السوق، مشيرا إلى أن القصيبي ربما تحدث عن الخيل في قصيدة واحدة كانت رثاء في الأمير أحمد بن سلمان، وكذلك للبدر قصيدة أو اثنتان ولكن الفكرة وما يناسب موضوعه وجدهما لدى أبي تمام. وذكر أنه حصل على المركز الأول في مسابقة بأميركا تناولت تشريح وتفاصيل الخيل العربية، مبديا أسفه لإهمال العرب الخيل العربية، في ظل اهتمام الغرب بدراسة تفاصيل الخيل العربية وتنظيم مسابقات مختلفة في جمال الخيل العربية. من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية منيرة الحبسي التي تفاعلت في لوحتها مع قصيدة "دمع الخيل" لغازي القصيبي، إنه بناء على تحديد اللجنة الشعراء كان اختيار الأبيات التي توافق اللوحة أو الفكرة التي سوف تنفذ، ومن يخالف ذلك، كان من الطبيعي أن يخرج من الترشيح، ولكن يبقى له حق عرض اللوحة في الكتيب الخاص بالمعرض إن كانت تستحق العرض أو لا. وذكرت الحبسي أن هناك تقييما متقنا لجميع اللوحات من الجوانب الفنية كافة ليتكون حكم مقنن وعادل، مشيرة إلى أن لوحتها كانت مستوحاة من قصيدة للشاعر غازي القصيبي. أثر إيجابي للتشكيل يذكر أنه مع انطلاق سوق عكاظ فتح المجال للتشكيليين لمقاربة ألوانهم القصائد الشعرية، وتقدم للتنافس في مسابقة "لوحة وقصيدة" للمهرجان الأخير أكثر من 110 أعمال تشكيلية، ترشح منها أكثر من 50 عملا، عرضت على لجنة تحكيم ضمت عضو هيئة التدريس بقسم التربية الفنية بجامعة أم القرى الدكتور سهيل الحربي والفنانين التشكيليين عبدالله حماس، وهشام العايش، والمشرف العام على مسابقة لوحة وقصيدة مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف الفنان فيصل الخديدي. ومرت المسابقة بمراحل تطورت خلالها، فبعد أن كانت جائزة واحدة في الدورات الثلاث الأول أصبحت ثلاث جوائز من الدورة الرابعة كما فتح باب المشاركة في المنافسة على جوائز المسابقة للفنانين العرب المقيمين في السعودية وهو ما أضاف كثيرا لروح المنافسة، لتغدو من أهم المسابقات التشكيلية في المملكة العربية السعودية، التي يرى كثير من المراقبين أن لها أثرا إيجابيا ينعكس على تحولات الفن التشكيلي في المملكة.