يبدو أن نظرة بعض الرجال لا تزال قاصرة في ما يخص النساء، فقد يتجلى أمام عينيه العيب بذكر النساء مع أن المرأة كرمها ديننا الإسلامي الحنيف، فهي الأم والأخت والعمة والخالة والابنة! هي من تصنع الرجال هي من تربي الأجيال، وهي عمود البيت. وقد أوصانا نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بالمرأة خيرا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) رواه أحمد والترمذي، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وصية خاصة بالمرأة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) متفق عليه، وفي لفظ مسلم: (استوصوا بالنساء خيرا).. إن المشكلة تكمن في العادات والتقاليد وليس في الأنظمة، وحتى لو غيرنا القوانين ستبقى العقول نفسها، ومعاملة النساء بشكل سيئ ستبقى أيضًا من الرجال قاصري النظر والذين تأصلت تلك العادات في عقولهم، حتى إن بعض الرجال يستحي من ذكر اسم أمه أو أخته فكيف به أن يذكر اسم زوجته؟ لقد كانت النساء قديما في بعض المجتمعات لا يذكرن أسماء أزواجهن أو قد يكون من العيب ذكر الزوج باسمه فلا يذكر لديهن إلا بالاسم المستعار أو بالكنية تقول (أبو فلان) بدون ذكر اسمه، هذه العادات مازالت راسخة في أذهان بعض الناس، والسبب في رسوخ تلك العادات هو توارث الأجيال لها، وعدم تأثرهم حتى مع تطور العلم واتساع الثقافة. نأمل أن تنتهي تلك العادات الجاهلية البالية، وأن ينظر في مشكلات المرأة وأن تحل بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية والأنظمة المستمدة منها، إضافة إلى معالجة العنوسة والقضاء عليها، وإعطاء المرأة حقها من الميراث حسب الشرع القويم، وعدم كتابة الوصية للذكور دون الإناث، أو توزيع التركة بما يخالف الكتاب والسنة، هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد.