لم يجد رئيس جامعة الحديدة، الدكتور حسن مطري، بدا من تقديم استقالته، على خلفية التدخلات السافرة التي مارستها ما يسمى بفرع "اللجنة الثورية العليا"، في المحافظة الواقعة غربي اليمن، وتهديده بالاعتقال إذا لم يقم بتغيير بعض عمداء الكليات وتعيين آخرين تابعين للجماعة المتمردة. وقال مطري في تصريحات صحفية إنه تعرض لتهديدات بالاختطاف من قبل نائبه لشؤون الطلاب، رئيس اللجنة الثورية بالجامعة، الدكتور أحمد دغار، إذا لم يصدر حركة تغييرات لمجموعة من عمداء الكليات ونوابهم. وأشار مطري إلى أنه أرسل استقالته لمجلس الجامعة، مؤكدا عدم التراجع عنها. في غضون ذلك، نفذ العشرات من طلاب كلية التربية والعلوم التطبيقية في مدينة باجل، وقفة احتجاجية، عبروا فيها عن رفضهم القاطع لقرار مجلس الجامعة بإقرار امتحانات الفصل الدراسي الثاني الأسبوع المقبل. وأكدوا أنهم لن يدخلوا قاعات الاختبارات، خوفاً من استهداف الكلية، وتضامناً مع زملائهم في بقية الكليات القريبة من مواقع القصف. ودأبت جماعة التمرد الحوثي على التدخل في شؤون الجامعات، واقتحامها، والاعتداء على الطلاب والأساتذة بالضرب والاختطاف، حيث اقتحمت مجموعة من الانقلابيين مبنى جامعة صنعاء خلال الأيام الماضية، وقامت باختطاف أكاديميين وطلاب، وهو ما وصفه وزير الدائرة المحلية عبدالرقيب فتح بأنه عمل همجي ومصادرة للحريات، وقال في تصريح خاص إلى "الوطن": "التصرف الأخير يؤكد همجية هذه الفئة، وعدم إيمانها بالمجتمع المدني، حيث اقتحمت الحرم الجامعي خلال وقفة احتجاجية نظمها مجتمع ثقافي ضم أساتذة وطلابا، وهو ما يؤكد سوء تصرفهم وعدم تقديرهم للأمور". من جانبه، أوضح رئيس مركز مدار للدراسات الأكاديمية الدكتور فضل الربيعي أن الحوثيين يمرون بحالة ضعف وهزائم كبيرة، لذلك لم يكن أمامهم إلا القيام بهذه العمليات المشينة والأعمال الهمجية، بهدف إثبات وجودهم وقوتهم، وأضاف "خلال الفترة الماضية أصدر المتمردون قائمة تضم 23 أستاذا جامعيا من ضمنهم شخصي، إضافة إلى أكاديميين ومحللين سياسيين يتواصلون مع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العالمية، وأرادوا تكميم أفواهنا وعدم التعليق على ما تمر به البلاد من أحداث". وأشار الربيعي إلى أن الانقلابيين قاموا خلال الفترة الماضية باختطاف عدد من أساتذة جامعة صنعاء، على خلفية وقفة احتجاجية طالبت بإطلاق سراح زملائهم المعتقلين، وعندما تحرك الطلاب ضد محاولة الخطف، وطالبوا بإطلاق سراح الأساتذة اعتدت عليهم الميليشيات وقامت باختطاف بعضهم، وهذا يثبت حالة الجهل وعدم الوعي التي تتصف بها هذه الميليشيات التي تدعو للجهل وتغييب العقول.