واصل طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة، الأحد، قصفه المكثف لمواقع الحوثيين في معقلهم الرئيسي بمحافظة صعدة ومحافظة البيضاء والحديدة غرب اليمن. ويأتي ذلك بالتزامن مع احتدام المعارك بين الجيش الوطني مدعوماً بالمقاومة الشعبية، وبين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تعز. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية: إن محافظة صعدة شهدت منذ، مساء السبت، أعنف الغارات منذ بدء عمليات التحالف في 26 مارس الماضي. وأضافت، أن أكثر من مائة غارة استهدفت عدة مناطق في مديريات مران وسحار وحيدان وكتاف، ومخازن أسلحة وسط صعدة. وأشارت إلى أن دوي انفجارات عنيفة هزت منطقة الخزائن بمديرية مجزر جراء استهدافها هي الأخرى. وأوضحت المصادر أن الغارات استهدفت منازل ومزارع وأسواق في تلك المناطق، مشيرة إلى أن معظم المواطنين قد نزحوا منها مسبقاً. وقالت: إن طائرات التحالف استمرت في التحليق بأجواء محافظة صعدة بشكل كثيف. كما قصف طيران التحالف بشكل عنيف مواقع المتمردين بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقالت مصادر محلية: إن غارات عنيفة استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي سابقاً" وتجمعات الحوثيين وقوات صالح بمواقع أخرى في المدينة. وسمع دوي انفجارات عنيفة في المعسكر، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة. وأغارت طائرات التحالف على مواقع المتمردين بالحديدة غرب اليمن، وشمل القصف مبنى الشرطة العسكرية في المدينة ومباني قديمة تقع في محيطه، يعتقد أنها مخازن للأسلحة، كما شوهدت الطائرات وهي تحلق بشكل منخفض في سماء المدينة. يذكر أن التحالف كثّف غاراته على الحديدة في الأيام الأخيرة باعتبارها واحدة من أهم خطوط إمداد الحوثيين بحكم وقوعها على البحر الأحمر. وفي الحديدة أيضا قتل ثلاثة من مسلحي جماعة الحوثي، بينما أصيب أربعة آخرون، فجر الأحد، في كمين نصبه مسلحو المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حسب مصدر في المقاومة. وقال المصدر لوكالة الأناضول: إن "مسلحي المقاومة هاجموا بقذائف (آر. بي. جي) عربة كانت تقل سبعة من مسلحي الحوثي في الطريق العام بين منطقتي مفرق الصليف والضحي بمحافظة الحديدة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة أربعة آخرين". وأضاف المصدر، أن "مسلحي المقاومة الذين شنوا الهجوم انسحبوا من المكان بعد تنفيذهم العملية". معركة تعز وفي مدينة تعز، سيطرت المقاومة، السبت، على تلال غرب المدينة التي شهدت اشتباكات عنيفة حول القصر الجمهوري. وسيطرت المقاومة تساندها وحدات من الجيش على معظم التلال المطلة على مدينة الرمادة (غرب تعز)، وتعرضت مواقع مليشيا الحوثي وقوات المخلوع هناك لغارات من طيران التحالف. ويأتي هذا التطور بينما تسعى المقاومة للتقدم غربا نحو ميناء المخاء الخاضع للحوثيين. وأفادت مصادر إلى أن اشتباكات عنيفة دارت، أمس، حول كلية الطب قرب القصر الجمهوري في الناحية الجنوبيةالشرقية لتعز، كما وقعت مواجهات مماثلة في شارع الأربعين بالمدينة، وأقرت المقاومة بمقتل خمسة من عناصرها وإصابة آخرين في تلك المواجهات. وفي الوقت نفسه، واصل الحوثيون وحلفاؤهم قصف مواقع استولت عليها المقاومة في الأيام الماضية مثل قلعة القاهرة، وتسبب القصف، أمس، في مقتل مدنيين اثنين، بعدما تسبب في اليومين الماضيين في مقتل العشرات. وتحاول المقاومة بسط سيطرتها على الجيوب التي تتمركز فيها القوات المتمردة على هادي، بيد أنها لا تزال تواجه قوة نارية كبيرة من الحوثيين الذين استدعوا تعزيزات إضافية إلى معسكراتهم حول تعز. تعزيزات عسكرية وتواصل تدفق التعزيزات العسكرية إلى اليمن بالتزامن مع حراك سياسي لمبعوث الأممالمتحدة في سبيل إيجاد حل للأزمة. وتدفقت التعزيزات من دبابات وآليات ثقيلة على جبهات مأرب المختلفة عند التخوم الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، وذلك لمواجهة الانقلابيين وحلفائهم. وذلك في وقت تتقدم فيه المقاومة الشعبية في إقليم آزال، مع إرسال الجيش اليمني تعزيزات لهم لاستعادة السيطرة على كامل المنطقة. اعتقالات وفي العاصمة صنعاء، اختطفت مليشيا الحوثي عددا من أساتذة وطلاب جامعة صنعاء، صباح الأحد، على خلفية وقفة احتجاجية تطالب بإطلاق المختطفين من أساتذة وطلاب الجامعة، لدى ميليشيا الحوثي. وأوضحت مصادر محلية، أن مليشيا الحوثي اختطفت الدكتور عبد الله الفقيه، والدكتور محمد الظاهري، والدكتور عدنان المقطري، والدكتور صالح الحماسي، وعدداً من طلاب جامعة صنعاء، صباح أمس، أثناء تنفيذهما وقفة احتجاجية تطالب بإطلاق سراح عدد من المختطفين، من دكاترة وطلاب جامعة صنعاء، مشيرة إلى أن حملة الاختطافات لا تزال متسمرة. يشار إلى أن جامعة لازالت تحتلها مليشيا الحوثي، منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء قبل نحو عام تقريبا، وتمارس العديد من المضايقات والانتهاكات بحق عدد من دكاترة وطلاب جامعة صنعاء، بشكل شبه يومي. وتشير المصادر إلى أن الدكتور محمد الظاهري يعد رئيس نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء، ويعمل مدرسا في كلية التجارة والاقتصاد يجامعة صنعاء، بقسم العلوم السياسية، وكان من أبرز المناوئين لنظام صالح في ثورة 11 فبراير 2011 الشابية. استهداف القاعدة على صعيد آخر، أعلن مسؤول محلي أن أربعة من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا في غارة لطائرة بدون طيار، ليل السبت الأحد، على مطار المكلا، المدينة الواقعة جنوب شرق اليمن وتسيطر عليها منذ أبريل الشبكة الجهادية. وقال المسؤول: إن الرجال الأربعة كانوا على متن آلية على مدرج مطار الريان دمرها صاروخ أطلقته "طائرة من دون طيار". مضيفا، أن عناصر القاعدة قتلوا على الفور. وفجر الجمعة، قتل ثلاثة من القاعدة في هجوم مماثل في محافظة مأرب شرق صنعاء، كما ذكرت مصادر قبلية. ولم تتوقف غارات الطائرات المسيرة التي لا تملكها سوى الولاياتالمتحدة في شبه الجزيرة العربية، في اليمن رغم النزاع بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. وتتركز خصوصا في محافظة حضرموت الشاسعة التي سقطت كبرى مدنها المكلا في أبريل بأيدي تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". واغتنم التنظيم ضعف السلطة المركزية في 2011 مع اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد المخلوع صالح لتعزيز وجوده في البلاد. ويحاول اليوم الاستفادة من الفوضى للاستيلاء على مناطق جديدة. وقد دمر مقر قيادة الشرطة في عدن، السبت، في انفجار كبير نسبه مسؤول في كبرى مدن الجنوب اليمني إلى تنظيم القاعدة. وذكر مسؤول محلي طالبا عدم كشف هويته، أن عناصر من القاعدة تمركزوا، مطلع أغسطس، في المبنى بعد أسبوعين على سيطرة القوات الموالية للرئيس هادي على المدينة. وأضاف: إن "هؤلاء دمروا أو استولوا على ملفات الشرطة السياسية في عدن، مطلع أغسطس". وأكد المصدر، أن الانفجار المنظم لم يسفر عن ضحايا موضحا أن عناصر القاعدة انسحبوا من القطاع بعد الانفجار.