لا أحد يشكك في أن الإعلام يعد السلطة الرابعة المتربعة على عرش نشر الكلمة، وحقائق الأحداث والوقائع؛ وذلك لما له من أثر كبير ودور بارز في تشكيل الرأي، وفي توجيه المجتمع وبث المعلومات ومتابعة الأحداث ونقل هموم ونبض الشعب، وهو سلاح ذو حدين، فإذا ما تم استخدام أدواته وقنواته المتعددة، ووسائله المتنوعة في إلقاء الضوء على السلبيات فقط، فإنه يصبح سلاحا خطيرا وقويا وفتاكا، يسهم في إيقاد نار الفتن والمشكلات، ويوسع نطاق الشر والخراب. وعلى العكس من ذلك، فإنه إذا ما تم استخدام أدواته ووسائله وتوظيفها في محاور تقوم على الحرص على احترام خصوصيات الناس، واحترام ثقافاتهم وتقاليدهم ومراعاة مصالحهم الدينية والاجتماعية والأخلاقية، وكذلك مراعاة واحترام التنظيمات والإجراءات المهنية والصحفية والإعلامية، فإنه سوف يكون يدا ممتدة بالخير والمحبة والسلام، ساعية إلى جمع القلوب ورأب الصدع، وعاملا مساعدا لقبول ورضا جميع الأطراف المتنازعة. وهذا بالتأكيد يتطلب تحري الصدق في نقل الخبر والدقة والأمانة والموضوعية في نشره صحيحا وبيان الحقيقة كاملة بالأدلة القاطعة، ودحض جميع ما يبثه المغرضون من أكاذيب وشائعات؛ متبعين في ذلك المبادئ والأنظمة والقوانين المعروفة والمنظمة لهذه المهنة الشريفة. وهو ما يقوم به إعلامنا المحلي في المملكة العربية السعودية، وذلك لحرص قيادتنا الحكيمة -وفقهم الله- وتوجيهاتهم الدائمة لكافة وسائل الإعلام بوجوب التقيد والالتزام بمعايير الإعلام النزيه، فلذلك نجد أن إعلامنا المحلي والموجه سواء للداخل أو للخارج يصب في مصلحة الوطن والمواطن؛ وذلك لتقيده والتزامه بمعايير الإعلام النزيه والمتمثل في تحري الدقة في نقل الخبر والمعلومة والأمانة والموضوعية في نشرها. ختاما، أسأل الله العظيم أن يوفق إعلامنا المحلي والخليجي والعربي إلى التحلي والالتزام بجميع معايير الصدق والإخلاص والنزاهة واستحضار المسؤولية أمام الله، ثم المسؤولية تجاه الوطن والمواطنين والإسهام في خدمتهم وتنويرهم وتثقيفهم وتعليمهم وحمايتهم، ونقل الصورة صريحة وواضحة، وكذلك التصدي لكل حملات التضليل والتشويه والفوضى والتخريب الهادفة إلى هدم الوطن وزعزعة أمنه واستقراره.