رفض كثير من عناصر الميليشيات الحوثية عرض رئيس المقاومة الشعبية في تعز، حمود المخلافي، بإطلاق سراحهم ومبادلتهم ببعض أسرى المقاومة لدى حركة التمرد، مشيرين إلى أن المعاملة التي يلقونها على أيدي الثوار في تعز أفضل من تلك التي يجدونها لدى قيادة التمرد. وقال مصدر في المقاومة الشعبية بعدن إن المخلافي زار المتمردين الذين تمكن الثوار من أسرهم، وتعهد لهم بإطلاق سراحهم قريبا في حال اكتمال صفقة المبادلة مع قيادة التمرد، إلا أن المفاجأة كانت في الطلب الذي تقدم به بعض الأسرى بضمهم لصفوف المقاومة الشعبية، وعندما سألهم أحد مرافقي المخلافي عن السبب في ذلك، أشاروا إلى أن المعاملة التي وجدوها لدى قيادة المقاومة أفضل من معاملة المتمردين لهم. كما وجَّه المخلافي عناصر المقاومة بإعادة أسلحة الأسرى إليهم، ولكن دون ذخائر.وكشف بعض الأسرى لقائد المقاومة الشعبية أنهم تعرضوا لعملية خداع كبيرة، وأن قيادتهم غررت بهم وأقنعتهم بأنهم ذاهبون لقتال أتباع تنظيم داعش في تعز، مشيرين إلى أنهم فوجئوا عند وصولهم تعز، بأنهم يقاتلون مواطني المنطقة، وأنهم ليسوا من تنظيم داعش، وأضافوا أنهم بادروا لذلك السبب بتسليم أنفسهم طواعية للثوار.وطلب المخلافي من عناصر المقاومة بأن يحسنوا معاملة الأسرى، وأن يقدموا لهم الطعام والشراب. وهو ما دفع بعضهم إلى البكاء، وطلب العفو عن التجاوزات التي ارتكبوها بحق المقاومة وعناصرها. وكانت مصادر قد كشفت في وقت سابق أن كثيرا من عناصر التمرد التي وقعت في أسر رجال المقاومة هم من الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم 15 سنة، لذلك بادرت المقاومة إلى إطلاق سراحهم، مشيرة إلى أن الهدف الرئيس من ذلك هو دوافع إنسانية، ورغبة المقاومة في الحفاظ على مستقبلهم. وأضافت أن كثيرا من هؤلاء تنعدم لديهم الدافعية للقتال، ولذلك يبادرون فور اندلاع المواجهات إلى تسليم أنفسهم بكامل أسلحتهم للثوار. وكان المركز الإعلامي للمقاومة قد نفى الأنباء التي روجها المتمردون عن إصابة المخلافي بجروح خطيرة خلال المواجهات مع عناصر التمرد الحوثي، مشيرا إلى أنه بخير ويقود المقاومة بنفسه. وأضاف أن المتمردين يبحثون عن نصر معنوي، بعد الهزائم التي لحقت بهم في كافة مواقع القتال. وكان المخلافي قد توعد المتمردين في تعز بالهزيمة النكراء، ورفض كثيرا من العروض التي تقدم بها قادة حوثيون لتوفير مخرج آمن لقواتهم مقابل الانسحاب نهائيا، مشيرا إلى أنه لا يملك هذا الحق، لا سيما بعد سقوط عدد كبير من الشهداء في أوساط المقاومة، وقال إن المتمردين أمامهم خياران لا ثالث لهما، إما الموت أو الهرب.