بعد هزائمها المتلاحقة في عدد من جبهات القتال في المحافظات الجنوبية، لم تجد قيادة الحركة المتمردة بدا من التفكير في الانسحاب إلى مناطقها الأصلية، وقال رئيس مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في محافظة تعز، الشيخ حمود المخلافي، إن بعض قيادات التمرد طرحوا مبادرات للانسحاب من الجنوب، وتعز، والبيضاء، مقابل رفع العقوبات الدولية عن زعيم الجماعة، مشيرا إلى أن المبادرة قدمها القياديان في قوى التمرد، عبدالقادر هلال، وصالح الصماد، مؤكدا أن عدن تحررت بالكامل، وأن أبين ولحج على وشك إكمال المهمة، كما أن محافظتي تعز والبيضاء أصبحتا شبه محررتين. ومضى المخلافي بالقول إن عروض المتمردين بالانسحاب من تعز يؤكد حقيقة واحدة، هي أن التمرد بات على يقين أن هزيمته تلوح في الأفق، وأن ضربات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية أنهكت قواتهم وأضعفت مقدراتهم، مؤكدا مواصلة القتال حتى يتم تحرير كافة أنحاء اليمن من فلول التمرد. وتابع "الحسم النهائي بات قاب قوسين أو أدنى وخلال الأيام المقبلة سنعلن تحرير كافة تعز من قوى التمرد". في غضون ذلك، أشار محللون إلى أن العرض الحوثي قد يكون محاولة من الانقلابيين لاسترداد الأنفاس وتجميع القوى، بعد الضربات المتلاحقة، ودعوا المقاومة إلى عدم الالتفات إلى تلك العروض المشبوهة، مشيرين إلى أنه إذا كان المتمردون جادين في عرض الانسحاب فعليهم في البداية أن يعلنوا هزيمتهم بصورة رسمية، وأن يبادروا إلى سحب قواتهم، وعندها يمكن لقيادة المقاومة أن تعلن عن وقف القتال لإكمال انسحاب المتمردين إلى مناطقهم الأصلية. وأضافوا أن الرفض المتكرر من ميليشيات التمرد لإعلان الهدنات الإنسانية التي دعت لها قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة، ودعوة الأممالمتحدة، يؤكد حقيقة واحدة، هي أن الانقلابيين لا يريدون سوى مواصلة عدوانهم، لكن الضربات الأخيرة الموجعة التي تلقوها هي التي دفعتهم إلى عرض الانسحاب، أملا في تشتيت جهود المقاومة والحصول على فرصة لتنظيم صفوفهم واستعادة قوتهم.