استهدفت سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد صباح أمس مبنى جهاز الأمن الوطني بشبرا الخيمة في محافظة القليوبية شمال القاهرة، وسارعت قوات الأمن إلى إغلاق كل الطرق والمداخل المؤدية إلى محيط المبنى، وتم عمل تحويلات مرورية لمنع مرور السيارات بالمنطقة. وأكد مصدر أمني أن الانفجار أدى إلى تصدع واجهات المبنى المكون من أربعة طوابق، فضلا عن تدمير عدد من المباني المجاورة، كما تضررت 20 سيارة في الشوارع المحيطة بالانفجار. وأعلن وكيل وزارة الصحة بالقليوبية محمد لاشين ارتفاع أعداد المصابين إثر الانفجار إلى 29 مصابا، منهم سبعة مجندو شرطة، نقلوا إلى مستشفى النيل بشبرا الخيمة، لافتا إلى خروج 22 حالة من المستشفى لاستقرار حالتها الصحية، واستمرار احتجاز سبع حالات، منها حالة واحدة في العناية المركزة لسوء حالتها وتأثرها بالانفجار الشديد الذي ضرب المبنى، مؤكدا عدم وجود وفيات، وأن الإصابات ما بين جروح وخدوش بالوجه. وأعلن تنظيم الكتلة السوداء "بلاك بلوك" تبني الهجوم قبل أن يشكك مراقبون في ذلك، لا سيما أنه لم تمض ساعات إلا وخرج تنظيم داعش ليتبنى مسؤولية التفجير. إدانة واسعة ودانت غالبية الأحزاب الهجوم الإرهابي، وقال حزب النور السلفي إن التفجير لن يثني مصر عن المضي قدما لتحقيق الاستقرار، وقال القيادي بالحزب محمد منصور إن المصريين "سيقفون صفا واحدا في مواجهة تلك الأعمال الخبيثة التي لا تمت إلى الدين أو الشرع بأي صلة". من جانبه، قال عضو الهيئة العليا لحزب المصرين الأحرار أحمد العنانى، "من يتحدثون عن مصالحة مع جماعة الإخوان لا ينطقون إلا هراء ومضيعة للوقت"، واصفا الجماعة ب"الإرهابية"، وأنها تعمل من أجل زعزعة واستقرار الدولة المصرية، مجددا رفض المصالحة مع جماعات العنف، مؤكدا أن الشعب المصري كله يقف ضد إعادتهم للمشهد السياسي. بدورهم، أكد خبراء أمنيون أن التفجير يأتي على غرار تفجير مديرة أمن الجيزة، ومديرية أمن الدقهلية، معتبرين أن فتح معبر رفح البري أحد أهم الأسباب التي تسهم في تنفيذ تلك الأعمال الإرهابية، وقال الخبير الأمني اللواء حسام سويلم إن توقيت الانفجار يتزامن مع مذبحة رفح الثانية، لافتا إلى أن هذه الواقعة جاءت وفقا للتهديدات التي بثها أعضاء جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن منفذي العملية محترفون تم تكليفهم بالأمر، ولكنهم لم ينجحوا بشكل كامل لأن الموانع الأسمنتية حالت دون تدمير المبنى. وقال خبير أمني - رفض ذكر اسمه - إن عمليات التفجير تتم بالتزامن مع فتح معبر رفح، الأمر الذي يجب الانتباه إليه وفرض ضوابط مشددة، محذرا من اختراق المنظومة الأمنية، مشيرا إلى أن تلك العمليات هدفها ضرب استقرار مصر. إجراءات احترازية وكانت سلطات مطار القاهرة الدولي قد أعلنت حالة الطوارئ القصوى لتأمين طرق ومداخل وصالات السفر والوصول، عقب التفجير، وكثفت قوات الأمن من وجودها في مداخل ومنافذ الطرق المؤدية للصالات، كما شددت الإجراءات الأمنية في الأمكنة الثابتة والمتحركة وحول أسوار المطار. في سياق منفصل، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إن الرئيس السيسى أكد لدى لقائه المستشار الاقتصادي بالديوان الأميري الكويتي يوسف الإبراهيم أن مقترح القوة العربية المشتركة يستهدف إنشاء قوة عربية للدفاع وليس للاعتداء، منوها إلى أن هذه القوة ليست موجهة ضد أي طرف، وإنما تهدف إلى ضمان أمن واستقرار الشعوب العربية والحفاظ على وحدة أراضي الدول العربية ومقدراتها".