لم يكد يمض يوم على تحرير محافظة شبوة من المتمردين الحوثيين، عقب انسحاب فلول التمرد، بعد وساطات أسفرت عن منحهم مخرجا آمنا بهدف حقن الدماء، حتى حقق الثوار تقدما هائلا في محافظة تعز، وسط البلاد، حيث سيطروا بالأمس على كثير من المرافق المهمة، وبات خروج الانقلابيين من كافة المحافظة، مسألة ساعات قلائل. وكشف المركز الإعلامي للمقاومة أن الثوار تمكنوا بالأمس من بسط سيطرتهم الكاملة على منطقة حوض الأشراف، والمربع الأمني الذي يضم مبنى المحافظة، كما يتأهبون لاستعادة القصر الجمهوري في المدينة، وطرد الإرهابيين من بقية المعسكرات التي لا تزال تحت سيطرتهم، مضيفا أنه تم إخلاء مبنى المحافظة تماما، واعتقال كافة القناصة الذين كانوا يعتلون سطحه. وأن اشتباكات عنيفة دارت حول محيط المبنى، أسفرت عن مقتل 34 حوثيا وإصابة 24 آخرين، فيما سلم 61 آخرون أنفسهم للثوار، بكامل عدتهم وسلاحهم، بينما استشهد ثلاثة من عناصر المقاومة وجرح آخرون. وتضم منطقة المربع الأمني مباني قيادة الشرطة العسكرية، وإدارة الأمن العام، ومبنى الدفاع المدني. ومضى المركز بالقول إن الثوار غنموا أسلحة كثيرة، تمثلت في عدد 11 دبابة، و4 مدافع بي 12، كان المتمردون يقصفون بها مناطق المدنيين، إضافة إلى 66 بندقية كلاشينكوف وكميات هائلة من الذخيرة، مشيرا إلى أن عناصر المقاومة قررت مواصلة القتال، ومطاردة فلول التمرد حتى يتم إخراجهم من كافة مناطق المحافظة. وأن الثوار في كامل جاهزيتهم القتالية، بعد أن منحتهم السيطرة على مبنى المحافظة دفعة قوية، نسبة لما يمثله المبنى من رمزية كبيرة. وأوضح أن الهدف المقبل هو استعادة القصر الجمهوري. وكشف المركز أن قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة أمد الثوار في تعز خلال اليومين الماضيين بكميات كبيرة من الأسلحة النوعية، التي كان لها دور كبير في الانقلاب السريع في المعادلة على الأرض، كما استهدفت مقاتلاته مواقع الانقلابيين في المحافظة، ودمر كثيرا من آلياتهم العسكرية التي كانوا يعتمدون عليها في مواصلة اعتداءاتهم. وتزامن الدعم الكبير من قوات التحالف مع تخريج المئات من عناصر النخبة في تعز، حيث تلقوا تدريبات عسكرية متقدمة، ما يشير إلى أن مهمة تحرير المحافظة شارفت على الانتهاء، بعد أن توافرت العناصر القادرة على القتال، والأسلحة النوعية. في غضون ذلك، جدد قائد المقاومة الشعبية في المحافظة، الشيخ حمود المخلافي، تصريحاته السابقة التي توعد فيها المتمردين بالموت، وقال إن الثوار عقدوا العزم على تطهير محافظتهم بسواعدهم، رافضا منح الانقلابيين أي مخرج آمن، مشيرا إلى أنهم عرضوا في السابق على عناصر الميليشيات الخروج، إلا أنهم تعنتوا ورفضوا التجاوب، ومارسوا أبشع أنواع الاعتداءات بحق المدنيين الأبرياء.