اندلع حريق ضخم أمس في أحد الأسواق السوداء التي تباع فيها المشتقات البترولية بواسطة عناصر التمرد الحوثي وسط العاصمة صنعاء، وأشارت مصادر إلى أن الحريق اندلع في كميات كبيرة من النفط التي كان المتمردون قد استولوا عليها وحولوها للبيع في السوق السوداء، بدعوى البحث عن توفير موارد مالية لتمويل العمليات الحربية. بينما تؤكد مصادر ميدانية أن منسوبي الجماعة يبيعون النفط لمصالحهم الخاصة، ويحولون العائدات لحساباتهم الشخصية. وكانت العاصمة اليمنية قد شهدت مظاهرات حاشدة، عبر فيها المواطنون عن رفضهم لممارسات الحوثيين، واستيلائهم على النفط، ومنع أصحاب المحطات البترولية من بيعه للمواطنين، وإرغامهم على بيعه لهم بالسعر الرسمي، بينما يقومون بتحويله إلى مستودعات خاصة بهم، قبل أن يقوموا بتسريبه للسوق السوداء، حيث تنتشر كثير من الصهاريج المملوكة لعناصر التمرد، والتي تبيعه للمواطنين بأسعار مضاعفة، تحت نظر السلطات التي لا تحرك ساكنا لمنع تلك الممارسات، بل وأكثر من ذلك تقوم بتوفير عناصر مسلحة لتوفير الحماية للمحتكرين، وتمنع احتكاك المواطنين بهم. وكانت العاصمة صنعاء قد امتلأت منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة بأسواق النفط السوداء، حيث يؤكد مواطنون أن المشتقات النفطية توجد في تلك الأسواق، أكثر من المحطات النفطية، حيث تصل الأسعار إلى أضعاف السعر الرسمي، كما انتظرت ظاهرة محطات البترول المتنقلة، التي تتولى عملية البيع للمواطنين في الأحياء. وأشار المصدر إلى أن مجموعة من سيارات الدفاع المدني هرعت إلى مكان الحريق، وقامت بإخماد النيران التي اشتعلت في أحد الأسواق الكائنة وسط العاصمة، مؤكدا أن الحريق التهم كل الصهاريج التي كانت تتولى عملية البيع، وأضاف المصدر أن المواطنين اكتفوا بالفرجة على الصهاريج وهي تحترق، ورفضوا أن يمدوا يد العون لأصحابها أو محاولة إخماد الحريق. وقال الصحفي عبدالله قطران في منشور على صفحته في موقع فيسبوك "ما إن أصبحت هي الدولة والسلطة بالقوة والانقلاب المسلح، كان أول إنجاز لحركة التمرد الحوثي المتمردة هو منع كافة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، والمياه، والمشتقات النفطية، وغيرها، بشكل كلي ودائم. وبدلاً من أن تفعل شيئاً لإعادتها وتوفيرها، كما تفعل أي سلطة، ولو كانت فاسدة، إذا بها تتحول إلى تاجر محتكر بشع، وسمسار، وصارت تبيع للشعب هذه الخدمات الأساسية في السوق السوداء، بأسعار خيالية وبصورة علنية وجرأة لم يسبق لها مثيل في التاريخ".