تحدث عدد من الأدباء والنقاد عن سيرة وإبداعات شعراء طيبة في ندوة أقامها نادي المدينةالمنورة الأدبي تحت عنوان «من رواد الحركة الشعرية في المدينةالمنورة»، قدمها أبو الفرج عسيلان، واستضافت نايف فلاح ،والدكتورة أسماء أبو بكر ، وعائشة باكوين، حيث تحدثوا عن رواد الشعر والأدب بالمدينة وسط حضور جماهيري جيد ، تركزت محاور الندوة حول ثلاثة من عمالقة الشعر في المدينة ،إذ قدمت الدكتورة أسماء أبو بكر الشاعر محمد الخطراوي وأبدعت في تكوين صورة ذهنية للحضور حول الشاعر ، وأبرزت العديد من المقاطع الشعرية للخطراوي ، وأجازت وأبدعت في تقديم سيرة الشاعر وأبرز أعماله الأدبية والشعرية ، وقدمت عائشة با كوبن الشاعر و الأديب محمد هاشم رشيد ، سيرة ذاتية مفصلة عن الشاعر وذكرت في طرحها حول الشاعر وأبرز جهود الشاعر في مجال الأدب والشعر ، وقدم نايف فلاح عضو النادي الأدبي سيرة الشاعر حسن مصطفى صيرفي ، وقدم أبو الفرج عسيلان العنصر النسائي في الندوة أدبي المدينة ، حيث قدم أولا الدكتورة أسماء أبو بكر في ورقة حملت عنوان «السيرة الشعرية من ألف ليلة وليلة»، ناقلة مقولة الدكتور سعيد السريحي إذا كانت المدن سجادة فارسية ،فإن المدينةالمنورة سجادة للصلاة وإذا كانت حكايات ألف ليلة وليلة قد نهلت من الأبعاد الخرافية والأسطورية ،فإن حكايتنا اليوم نهلت من أرض الواقع بمكوناته الثقافية والأدبية ، أما ليل الشاعر المديني ابتسمت بالإبداع والحركة مما يتوازن مع تحركات الزمن ، ومن هؤلاء الشعراء هو الشاعر محمد بن عيد الخطراوي والتي دعته هذه الورقة ليحضر أمامنا بصوته الشعري متأملا حياته الشعرية العطرة ، وأشارت الدكتورة أن الخطراوي شاعر متفرد يمثل رافدا من روافد الشعر في المدينةالمنورة هو من ينتمون للجيل الثاني وهو شاعر يحب السرد الشعري ،الخطراوي شخصية موسوعية وناقد أكاديمي مبدع ومتميز ،عينه على النقد وإحساسه ومشاعره مع القصيدة ،بدأت الدكتورة في شرح بعض قصائد الخطراوي بقصيدة (بوابة الموت) من ديوان (على أعتاب المحبوبة)، حيث جمع الشاعر بين المتقابلين في صيغة بالغة ، إذ شكلت القصيدة بعدا حركيا في الثنائيات متقابلة يجعل النص الشعري نصا متحايلا عن بعده مستسلما لثنائية الحركة الرأسية والأفقية ،حركة رأسية ترتفع وتنخفض وحركة أفقية تجمع بين الاتجاهات المكانية المتنوعة ،وقدمت الدكتورة العديد من النصوص للشاعر مع شرح أدبي واف، وركزت على أبرز أعمال الشاعر الأدبية وعن ما قدمه الشاعر للساحة الأدبية في المدينةالمنورة. ومن جهة أخرى تحدثت عائشة باكوبن عن أحد أهم رواد الشعر في المدينة الشاعر محمد هاشم رشيد ، وشرحت سيرة الشاعر الذاتية شرحا مفصلا، حيث صدرت للشاعر ثمانية دواوين ،بالإضافة لمقطوعات مخطوطة لم تنشر ، قسمت شرحها للشاعر محمد هاشم على عدة محطات ، أبرزت في كل محطة قصيدة مع شرحها شرحا أدبيا، وتفصيل أبياتها على الحضور ليتعرفوا على إمكانياته الشعرية الهائلة وبلغته في الوصف من خلال قوة الكلمة وعمق المعنى ، في المقابل تحدث نايف فلاح عن أهم شعراء منطقة الحجاز وهو الشاعر حسن مصطفى صيرفي ، وقال في بداية حديثه : الخطراوي وهو خير من يوصف الشاعر حسن مصطفى معجم غير مفهرس ، أقل القول فيه هو أديب شاعر ومن رواد الحركة الرياضية و الأدبية في المدينةالمنورة ، وسيرة الصيرفي سيرة طويلة وعريضة تميزت بالعطاء ولكنها تكاد تكون مجهولة ، الصيرفي مدني المولد ومدني الشعر ومدني البيئة ومدني الممات، وأضاف ربما يكون صيرفي من أقوى الشخصيات في جيله من حيث سماته الشعرية و وضوح شخصيته في شعره ، فإنه إذا كتب قصيدة فإن قصيدته التي لم يكتبها سواه ، ولم أحسب أحدا ينضم شعره كما ينضمها هو ، حيث كان يتميز ببساطة شعره وولعها بالكلمات العامية ، وهو يضيف تلك الكلمات مستملحا حتى يضيف لقصائده طابعا خاصا و رونقا مميزا، وتحدث نايف فلاح بصورة جميلة عن حياة الشاعر الأدبية وحياته العامية بحكم قربه من الشاعر حينذاك ، وأشار إلى العديد من نصوص الشاعر التي استلهمت مشاعر الحضور ، مع شرح مميز غير متكلف لنصوص الصيرفي الشعرية.