عادت محافظة شبوة إلى حضن الشرعية بعد انسحاب قوات التمرد منها تحت ضغط ضربات التحالف وزحف المقاومة، فيما كانت عمليات تلغيم حقول المياه آخر أسلحة جماعة الحوثي المتمردة. وقضى اتفاق بتوفير مخرج آمن للمتمردين، أمس، مقابل التعهد بعدم العودة، باستكمال تحرير محافظة شبوة التي انضمت إلى محافظات الجنوب المحررة وهي عدن، ولحج، والضالع، وأبين. وكشفت مصادر مسؤولة في عدن أن متمردي الجماعة الانقلابية أقدموا على زرع ألغام حول حقول المياه، قبل أن تتمكن المقاومة من إبطال مفعول بعضها، فيما قال مدير عام مصلحة المياه بمحافظة عدن نجيب محمد أحمد إن "وجود الألغام داخل الحقول هو الذي أعاق إكمال عودة المياه إلى بقية محافظاتالمدينة" . أكمل الثوار تحرير كافة المحافظات الجنوبية أمس، وذلك عقب اجتياحهم مواقع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في محافظة شبوة. ولم تجد ميليشيات الانقلابيين بدا من الهرب وتسليم المحافظة بالكامل للثوار، بعد أن تأكدوا من عدم قدرتهم على المقاومة. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن قوات التمرد نفذت فجر أمس انسحابا كاملا، وقاموا بتسليم كافة المحافظة للثوار، بعد أن حصلوا على ضمانات بتوفير مخرج آمن لهم، مشيرا إلى أن الثوار وفروا المخرج للانقلابيين، بعد أن حذرتهم القيادة من أن أي محاولة للعودة مرة أخرى تعني موتهم المحتوم. حقن الدماء وكان عناصر المقاومة قد بسطوا سيطرتهم في الفترة الماضية على كافة مديريات حبان، والصعيد، والعرم، وعزان ومناطق أخرى في شبوة، وفرضوا منذ أسبوع حصارا مطبقا على عناصر التمرد في عاصمة المحافظة مدينة عتق. وأشار المركز الإعلامي إلى أن توفير الخروج الآمن للمتمردين، والسماح لهم بمغادرة المحافظة بصورة نهائية، أتى بهدف حقن الدماء، وأن القرار اتخذ بعد مشاورات واسعة وبموافقة كافة فصائل المقاومة والجيش الموالي للشرعية. وفي محافظة الحديدة، غرب اليمن، نفذ أحد عناصر المقاومة الشعبية عملية نوعية بحق ميليشيات التمرد، حيث تسلل قريبا من أحد أماكن تجمعاتهم، وقام بإلقاء قنبلة وسط المكان، ما أدى إلى مصرع ثمانية وإصابة 12 آخرين بجروح، معظمهم في حالة حرجة. وكانت المقاومة في الحديدة قد كثفت من عملياتها ضد المتمردين، حيث قتل بعض عناصرها أول من أمس قائد ما تسمى ب"كتائب الموت الحوثية"، طه المتوكل وأحد مرافقيه، وذلك بعد أن أوقفوا سيارته في أحد الطرق الرئيسية وفتحوا عليهما النار، ما أدى إلى مصرعهما في الحال. تدمير مقدرات التمرد في سياق متصل، شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، غارات جديدة أمس على ثلاث محافظات، مستهدفة تجمعات لمسلحي الحوثي وقوات صالح. وأشار شهود عيان إلى أن الغارات ركزت على استهداف منطقة الفرع في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين، حيث كان عشرات المقاتلين يتجمعون في المكان. كما استهدفت غارات أخرى تجمعات للإرهابيين في مبنى إدارة الأمن في مديرية القفر بمحافظة إب، وسط البلاد، إضافة إلى غارة أخرى قصفت منزل الشيخ علي البكيلي، الموالي للإرهابيين، في مديرية حرض بمحافظة حجة الحدودية. وأشار شهود العيان إلى أن أصوات انفجارات مدوية سمعت في محيط الأماكن التي استهدفتها المقاتلات، ما يشير إلى انفجار أسلحة ومتفجرات، وأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا، فيما اضطر آخرون إلى الهرب من محيط المواقع.