تغير الحال في سوق الطيور الكائن بوسط جدة وحلت أصوات الباعة وأدوات الحدادة محل هديل الحمام وصياح الديكة وتغريد البلابل، بعد أن تقلصت المحلات التي كانت تعرض أندر الأنواع منذ ستة عقود من 55 محلا إلى أربعة فقط، ولخص متعاملون في السوق أسباب ذلك التحول في دخول العمالة وسيطرتهم على المحلات كذلك ما شهدته منطقة البلد من تطور عمراني دفع التجار لإغلاق محلاتهم غير المرغوب بها بين العمائر السكنية والتوجه لسوق الطيور جنوبجدة وتحول تلك الدكاكين إلى بيع الأحذية والخردوات بدلا من الطيور. أقدم الأسواق وفي جولة ل"الوطن" داخل السوق، قال عصام عبدالله وهو مستثمر سعودي يمارس مهنة بيع الطيور بمختلف أنواعها منذ سبع سنوات "يعتبر سوق الحمام من أقدم الأسواق في باب مكة وشهرته تتمثل في توفر الطيور بكافة أنواعها، لذلك يقصد السوق كافة الجنسيات والأعمار من أجل الحصول على نوع محدد، فالسعوديون والجاليات العربية يأتون للسوق لشراء الدجاج البلدي والبط والحمام والأرانب لما يشتهر به لحمها من مذاق يروق لكافة الفئات أو يكونون هواة يقومون بتربية تلك الطيور في مزارعهم أو منازلهم". وأضاف أنه في يوم الجمعة يكثر الطلب على شراء الدجاج والحمام والسمان ويعتبر الأخير من أفضل الأنواع لدى الجاليات الهندية. وفي الجانب الآخر من السوق، يجلس بائع الطيور الأليفة محمد أسعد الذي اعتاد مرتادو السوق على زيارة محله الصغير ومشاهدة الطيور داخل أقفاصها المتراصة على جانبي الدكان وبيده ببغاء أفريقي لجذب الزوار إليه حي امتازت الطيور التي يجلبها بالنادرة وذلك لقلة توافرها. يقول أسعد "هناك أنواع عدة من الببغاء تباع بأسعار خيالية فلدينا زبائن من مختلف الفئات يحرصون على اقتناء الطيور الأليفة والصقور والبلابل، كذلك هناك من يطلب الدجاج الذي يتميز بجسمه الضخم ولحمه الكثيف وخاصة الجنسيات الأفريقية على الرغم من أن هذا النوع يتميز بارتفاع سعره، فالحبة يصل سعرها إلى 1100 ريال لقلة وجودة في الأسواق فيحرص الأفارقة على شرائه لعدة أمور منها تقديمه في المناسبات العائلية الكبيرة إكراما للضيوف فهو يعتبر بمثابة الذبيحة". ويضيف أسعد أن أكثر متطلبات السيدات أثناء زيارة سوق الحمام شراء الببغاء الأمازوني الذي يبلغ سعره 12 ألف ريال وطير القرناس، إذ يبلغ نحو 2800 ريال، مشيرا إلى أن العمالة الأجنبية تسعى داخل السوق لمنافسة التجار السعوديين. سقف واحد من جهة أخرى، أوضحت مصادر مطلعة في أمانة جدة ل"الوطن" أن الأمانة تعتزم نقل المحلات المتبقية في سوق الحمام إلى حراج الطيور الواقع بالخمرة ضمن سوق الأنعام ليسهل على الفرق التفتيشية مراقبة كافة المحلات تحت سقف واحد وبذلك يضمنون تطبيق بائعي لطيور كافة الاشتراطات الصحية والبيئية حفاظا على المستهلكين. وأضاف المصدر "تتكون اللجان التي تراقب أسواق النفع العام ومن ضمنه سوق الطيور من الأمانة والصحة والزراعة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية"، كاشفا أن وزارة الزراعة تحظر بيع الطيور والحيوانات غير السليمة ومن يخالف ذلك يلقى عقوبة رادعة.