يحظى سوق الطيور في جنوب مدينة تبوك, بإقبال كبير من المواطنين والمقيمين هناك، لاسيما يوم الجمعة من كل أسبوع، حيث يعد من المهرجانات التي يحرص على ارتيادها عشاق وبائعي الطيور، وذلك منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الساعة الخامسة مساءً، في حين يلحظ المتجول في ساحات السوق حركة بيع نشطة يقودها عدد من البائعين المعتمدين على خبراتهم البسيطة لعرض الطيور. وكالة الأنباء السعودية رصدت حركة البيع والشراء في هذا السوق الذي يشكل العاطلون عن العمل النسبة الأعلى من باعته، وتعرفت على أنواع الطيور المعروضة، فمن يدخله للمرة الأولى يشعر بالغرابة من العروض التي يقدمها الباعة، مستفيدون في البداية من الطيور الأليفة ذات الأشكال الجذابة، أو تقديمهم للعروض المشوقة للطيور النادرة والغريبة كالطيور الأفريقية والأمريكية. وأوضح الشاب صالح البلوي، المهتم بتربية الطيور أنه أوجد لنفسه وقتا للاستثمار البسيط في هذا السوق أسبوعياً حيث لايوجد لديه أي عمل آخر، وحقق له ذلك عائداً مالياً جيداً، مؤكداً أن السوق يشهد إقبالاً كبيراً من مختلف فئات المجتمع, وهو ما شجعه على افتتاح متجره الأسبوعي لبيع «الحمام». وقال ناصر العنزي أحد أقدم البائعين، إن السوق احتوى العديد من الشباب الذين تستهويهم تجارة وتربية الطيور والحيوانات ذات الأنواع المتعددة والأسعار المختلفة من طيور التربية والزينة وغيرها، لافتاً النظر إلى أن «الحمام» أكثر الطيور المعروضة في السوق باختلاف أنواعها، التي يتباين الهواة في تربيتها، فمنهم من يهوى تربية الحمام الباكستاني الذي يتميز بأنواعه الكثيرة, ومنهم من تستهويه تربية حمام الزينة الذي يكثر الطلب عليه وخاصة من قبل الشباب. وبين أنه يحب تربية الطيور منذ نشأته, مشيراً إلى أن أسعار الطيور في السوق مناسبة تقريبًا، إذ يقدر سعر الدجاج الفارسي ب 1000 ريال، وهو طائر يتميز بحجمه الضخم، كما يقدر سعر الديك الرومي ب500 ريال، أما الحمام الباكستاني فيبلغ سعر الزوج منه إلى 80 ريال، وحمام الونج فيس وهو نوع نادر من أنواع الحمام ويصل سعر الزوج منه إلى 200 ريال، والحمام الإفريقي وسعر الزوج منه قرابة ال400 ريال. وفي وسط سوق الطيور بمنطقة تبوك، تحدث ل»واس» المواطن أبو صالح، أحد المهتمين بشراء الحيوانات المفترسة وتربيتها، وقال: أعشق الحضور أسبوعيًا إلى سوق الطير، حيث يوجد فيه العديد من أنواع الطيور الجميلة، وأتابع حركة البيع والشراء فيها، على الرغم أنني من هواة تربية وبيع الحيوانات المفترسة التي وفرت لي دخل ثابت تغنيني عن عناء البحث عن وظيفة. وأضاف أبو صالح: هناك الوبر البري الذي يعيش في جبال المنطقة ويباع بسعر 200 ريال للزوج, إضافة إلى الضبع البري ب1000 ريال، مؤكداً بأنه يقوم شهريًا بجلب حيوانات من مصادر الموزعين في مناطق المملكة، حيث يدفع 1000 آلاف ريال شهريًا، ومسجل في وزارة الزراعة ب4000 طير, خلاف الحيوانات المفترسة التي يقوم بتربيتها وترويضها ومن ثم بيعها. وفي أحد جنبات السوق يقدم الشاب عبدالله السحيمي، عروضاً لطيوره الأليفة، حاملاً في يده اليمنى ببغاء أفريقي يعرف ب «الذيل الأحمر» لجذب حركة المشترين إليه، وبين السحيمي أنه بدأ البيع في السوق منذ قرابة عام واحد, ولديه أنواع عديدة من هذه الطيور مثل: الببغاء المكاو البرازيلي، الذي يتميز بألوانه الزاهية وألفته وإمكانية ترديده لكلام الإنسان، مشيرًا إلى أن قيمته تبلغ 7000 ريال. ومن جانبه، قال أحمد الزهراني الذي كان يتجول مع أبنائه ويشرح لهم عن أنواع الحمام: نحن من هواة السوق، والحمام يقبل عليه الصغير والكبير, مؤكداً حرصه على المجيء بشكل دائم بصحبة أبنائه للاستجمام والاستمتاع بالتنقل بين أركان السوق، ورؤية أندر الطيور وأغربها. وقال أبو ناصر أحد المهتمين بتربية الطيور وأقدمهم هذا السوق من أقدم الأسواق بالمنطقة وينقصه التنظيم حتى يستفيد منه المستهلك والبائع على حد سواء، ويسهل على المشتري إيجاد حاجته بسهولة، وفي نفس الوقت تسهل حركة البيع والشراء وتزدهر في المنطقة، ويكون هناك ضمان لحقك كمشتر وحفظ لممتلكات البائع.