اعتبارا من الشهر المقبل ستواجه الحكومة البريطانية السياح السعوديين بنظام يحظر رفع أصوات الموسيقى من سياراتهم التي تجوب شوارع العاصمة لندن، وذلك عقب أن قررت مجابهة تنامي تلك الظاهرة التي باتت تشكل إزعاجا. وأبلغ "الوطن" الرئيس التنفيذي لمجموعة الطيار للسفر ناصر الطيار بأن القانون البريطاني المرتقب تطبيقه سيدخل حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر المقبل دفعت الأصوات المزعجة التي تصدرها سيارات فارهة يملكها سعوديون وخليجيون في كثير من أحياء العاصمة البريطانية لندن، الحكومة البريطانية إلى إصدار قانون جديد ينص على معاقبة أصحاب هذه السيارات بالغرامات ومصادرة مركباتهم، وذلك بعد أن ازدادت شكاوى المجالس البلدية في المدينة تجاه ما يقدم عليه هؤلاء خاصة في إجازة الصيف من كل عام. سيارات مزعجة ولشرح ما يحدث في بعض أحياء لندن، قال رئيس المجلس البلدي لمقاطعتي تشيلسي وكينسينجتون نيك براون لصحيفة مترو البريطانية قبل أيام: "المنطقة للأسف أصبحت وجهة للمراهقين محبي السرعة من دول الخليج العربي، وسياراتهم الفارهة وإزعاجهم الذي لا ينتهي. لا تتصور أنه يمكن سماع أصوات موسيقاهم وسياراتهم بين الأحياء وبمجرد أن تسمع ذلك تعرف أنهم أساس المشكلة". من جهته، أبلغ الرئيس التنفيذي لمجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار الصحيفة بأن القانون البريطاني المرتقب تطبيقه بحق ممارسات إزعاج سيارات السعوديين والخليجيين ينتظر أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر المقبل. رد فعل الحكومات وتأتي ظاهرة رفع أصوات الموسيقى من سيارات سعوديي لندن، لتضاف إلى كثير من التصرفات السلبية التي يتسبب فيها مواطنون في كل من النمسا وتشيكيا، الأمر الذي دفع الحكومة والبرلمان في الدولتين إلى التفكير في تقليص أعداد السياح السعوديين أو منعهم نهائيا، على الرغم من أن سفارتيهما لدى الرياض أقرتا بأن سياسة التأشيرات لم يطرأ عليها أي تغيير وأن السياح السعوديين مرحب بهم. الدكتور الطيار، تمنى ألا تلجأ حكومتا فيينا وبراغ إلى منع دخول السعوديين بشكل فعلي، موردا عددا من الحلول التي يمكنها أن تحد من الظواهر السلبية للسياح السعوديين. وأضاف: "كمقدمي خدمة ليس لدينا سلطة على السياح الذين يستفيدون من خدماتنا، ولكننا ضد تقنين سفر السعوديين.. لا بد من تثقيف المسافرين عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وكذلك المدارس وخطب المساجد وغيرها، حتى يرفع السعودي اسم المملكة في الخارج ولا يضر بسمعتها من خلال بعض التصرفات غير اللائقة". دور شركات السياحة وأوضح أن وزارة الخارجية تقوم بتوزيع نشرات لجميع الأسر المغادرة توضح فيها قوانين وأنظمة البلدان المتجهين إليها، مبينا أن تقبيل الأبناء أو حتى تعرضهم للضرب من قبل أولياء الأمور في بعض الدول يعد مخالفة قانونية، ولكن للأسف فإن المواطنين السعوديين لم يتقيدوا بتلك الكتيبات. وتابع: "مكاتبنا تقوم بإرسال رسائل توعوية وتثقيفية للمسافرين، ولكننا لا نزال نعاني من ثقافة المجتمع وعدم مبالاتهم بأنظمة الدول الأخرى على الرغم من وجود الغرامات الكبيرة". وتساءل الدكتور ناصر الطيار عن المقطع المنتشر أخيرا عبر مواقع التواصل لشاب سعودي في دولة التشيك والذي قطع حفلة موسيقية لكي يقيم الأذان، قائلاً: "ما هو الهدف من هذا التصرف، ولماذا لا يأتي ليؤذن هنا في مساجدنا على الرغم من أن 90% من المؤذنين هنا غير سعوديين؟". وواصل الطيار حديثه أن ما يحدث في الدول الأوروبية وغيرها أصبح ظاهرة وليس حالات شاذة، موضحا أن بعض المسافرين السعوديين الذين نشاهدهم في هذه المقاطع لم يسافروا من قبل، ولذلك يتصرفون وكأنهم داخل المملكة.. السفارة تحذر السعوديين ب13 تغريدة أبها: الوطن حذرت سفارة المملكة العربية السعودية في لندن أمس المواطنين الذين يوجدون في العاصمة البريطانية لأغراض تتعلق بالسياحة أو أنشطة أخرى من أي تجاوزات قد تعرضهم للمساءلة القانونية. وجاءت التغريدات تحت هاشتاق بعنوان #مسؤوليتنا_أنتم عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "توتير" وعددها 13، وتضمنت إيضاحات قانونية بالنظام البريطاني وحثتهم على الابتعاد عن بعض السلوكيات وأن يكونوا خير سفراء للوطن، وهنا بعض التعليمات التي أصدرتها الوزارة: • أنت لا تمثل نفسك.. أنت سفير وطنك. • نرجو الاحترام والتقيد بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالدولة المضيفة. • الابتعاد عن السلوكيات الخارجة عن الذوق العام. • تمتلك الشرطة البريطانية الحق في إيقاف أو تفتيش أي فرد تم الاشتباه به. • السلوك المخل بالنظام أو العدائي أو العنيف يعتبر جريمة. • الهتاف العنصري أو المسيء يعتبر جريمة.