قبيل بدء المعركة الحاسمة بين قوات المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين في محافظة شبوة الغنية بالنفط المجاورة لمحافظة حضرموت، بعد إكمال قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للشرعية استعداداتهم لحسم المعركة وطرد المتمردين من آخر المحافظات الجنوبية، بادرت عائلات من مدينة المكلا إلى مغادرتها، خوفا من تداعيات المواجهات. وكانت عناصر تنظيم القاعدة التي تفرض سيطرتها على مدن ساحل حضرموت قد بدأت عمليات استنفار واسعة لعناصرها ومسلحيها الذين ارتدوا الزي الأسود الموحد، والأقنعة، فيما يبدو أنها مناورة عسكرية وأمنية جديدة للتنظيم، استعدادا لما يؤكد كثيرون أنها ستكون معركة فاصلة بين الثوار والمتشددين، للسيطرة على مدينة المكلا، المركز الإداري للمحافظة، بعد أن سيطرت عليها القاعدة منذ أبريل الماضي، بعد هرب الجيش وقيادات السلطة المحلية منها. وبدأت القاعدة نشر مقاتليها المدججين بالسلاح الخفيف والمتوسط أول من أمس في أرجاء المدينة، كما شرعوا في استحداث عدد من نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسة بالمدينة، حيث أقيمت نقاط تفتيش عدة على مدخل المدينةالشرقية والغربية وأخرى داخل الأحياء، كما باتوا يدققون في تفتيش سيارات المواطنين والاستعلام عن هويات قائديها. خوف وهلع وأثار انتشار بعض المدرعات العسكرية والآليات التابعة للقاعدة، التي سيطرت عليها عند اقتحامها لمعسكرات المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا، حالة من الهلع والخوف في صفوف السكان المحليين، خصوصا سكان أحياء منطقة الشهيد خالد المقابلة لميناء المكلا، التي تأثرت كثيرا بالمواجهات المسلحة التي وقعت بين الجيش والقاعدة قبل سقوط المدينة. وأشار بعض المواطنين إلى أنهم اضطروا إلى النزوح من منازلهم في ساعة متأخرة من الليل، خشية تجدد المواجهات بعد أن رفض المتشددون الانسحاب من أحيائهم، عندما طلب منهم المواطنون ذلك، لأن تواجد المدرعات والقطع العسكرية قد يتسبب بعمليات قصف للمنطقة المأهولة بالسكان. وأعادت حالة النزوح الكبير إلى الأذهان الوضع عندما اضطر كثير من السكان لمغادرة مناطقهم، عقب تعرض منازلهم للقصف أثناء المواجهات التي رافقت اقتحام القاعدة للمدينة في أبريل الماضي. وبدأت المدينة حينها وخصوصا أحيائها القديمة كمدينة أشباح خالية من سكانها، فيما تصاعدت أعمدة الدخان والحرائق التي تسبب بها القصف. تزايد المخاوف وتعززت مخاوف السكان المحليين خصوصا بعد الأنباء التي سرت عن فشل المفاوضات السرية التي قام بها ممثلون للرئيس هادي وحكومته مع عناصر القاعدة مؤخرا للانسحاب ومغادرة مدن ساحل حضرموت، دون أي قتال عسكري بين الطرفين وتجنيب المكلا وبقية مدن الساحل تأثيرات أي صراع عسكري بينهما. ويقول عضو في المجلس المحلي للمحافظة، رفض الكشف عن هويته، إن المكلا التي تحتضن قرابة 100 ألف لاجئ من أبناء المحافظات الجنوبية ليست مستعدة لجولة ثانية من الحرب، مشيرا إلى أنه إذا وقعت مواجهات فستسبب في كارثة إنسانية، خصوصا بعد قيام القاعدة بزرع القنابل والمتفجرات والعبوات الناسفة على كافة مداخل المدينة، وقيامها بنصب عدد من المدافع والصواريخ على قمم المرتفعات المحيطة بالمدينة وبناء الخنادق والمتاريس حولها. كما أشار مصدر إعلامي تابع للقاعدة إلى أن هنالك "عمليات بحث عن هدف"، رفض الإفصاح عنه. وفي ظل هذه التطورات، لا تزال الطائرات الأميركية بدون طيار تواصل تحليقها المتواصل منذ أيام، غير أنها لم تنفذ أي ضربة ضد عناصر التنظيم منذ أكثر من أسبوعين، بعد أن كانت قد نجحت في تصفية عدد من قيادات الصف الأول البارزة للتنظيم وعلى رأسهم زعيم التنظيم في جزيرة العرب، ناصر الوحيشي، وأمير القاعدة في محافظة إب، مأمون حاتم وغيرهما.