وسط حضور وصفه عضو إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد التيهاني ب"المبهج الذي يؤكد مكانة الشعر في النفوس"، مزج الشاعران أحمد عبدالله عسيري والدكتور محمد علي العمري بين مآسي الأمة العربية وشلالات الدماء التي تكاد تجتاح كل بقايا الجمال والإنسانية، وقصائد الأرض والحب والخضرة والوجه الحسن، في أمسية شعرية نظمها نادي أبها الأدبي مساء أول من أمس بمقره في حي الخالدية. وبدأ مقدم الأمسية الشاعر حسين الزيداني الأمسية بمقدمة فنية تحاول سبر إبداع الشاعرين وتلمس خطواتهما الإبداعية والإنسانية، ثم انطلقت أولى جولات الإلقاء بقصيدة للشاعر عسيري، تحت عنوان "زرقاء اليمامة"، تجلى فيها رثاء حال الأمة العربية وتحول بعض الشعوب إلى مجرد طوائف وجماعات تقاتل بعضها بعضاً خدمة لأعدائها دون أي وازع من ضمير، ثم أكمل الألم الذي بثته قصيدته "زرقاء اليمامة" بقصيدة أخرى تتلمس واقع القضية الفلسطينية حاليا في ظل الأوضاع المشتعلة في كل مكان من خلال مخاطبة مناضل فلسطيني.ثم جاء دور العمري الذي أكمل ما بدأه عسيري في وصف حال الأمة العربية، من خلال قصيدة استلهم فيها سوق عكاظ قديماَ وأبرز شخصياته الشعرية ثم انطلق منها إلى الواقع الحالي. وبعد هذه الأجواء الرثائية الحزينة، أراد عسيري تلطيف الأجواء بقصيدة غزلية جاءت على لسانه كما قال وهو يشاهد شابة في إحدى الأماكن العامة، ثم تلاها بقصيدته الشهيرة "صبر العسيري" التي يسرد فيها قصة المكان (الأرض الإنسان الحب الطبيعة). أما القصيدة الأكثر إثارة في ما ألقاه العمري فكانت "راعية الغنم" التي كانت أجواؤها تدور حول قصة حرمانه من التعيين معيدا في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها قبل تأسيس جامعة الملك خالد، على الرغم من أنه كان الأول على دفعته في ذلك العام، وكان المبرر حسبما قال ما كتبه أحدهم من داخل الجامعة عن "فكره العلماني"، وهي تهمة ثبت زيفها فيما بعد. وفي الجولة الأخيرة من الأمسية ألقى عسيري قصيدة عن أبها، ثم ختم العمري بقصائد قصيرة ارتجلها في مواقف عدة.