خيّم الحزن أمس على طلاب ومعلمي مدرسة عمر بن عبدالعزيز بشارع الحج في العاصمة المقدسة مع بدء الحصة الأولى بعد انتشار خبر رحيل زميلهم فهد سفر الغامدي الطالب بالصف السادس الابتدائي غرقاً وسط السيل في حي وادي المزرع بمحافظة العقيق بالباحة. وقال والد الطفل سفر الغامدي: كان فهد باراً لا يتحدث إلا إذا طلب منه، وعلاقته جيدة وصادقة مع كل من عرفه سواء مع الأسرة أو مع أقرانه في الحي الذي يسكنه. وأضاف أن فهد حفظ ستة أجزاء من القرآن الكريم وكان من المتفوقين دراسياً ويحظى بمحبة معلميه في المدرسة، وسعيداً بقرار السفر واستغلال الإجازة المدرسية في الاستمتاع بأجواء الأمطار. وأوضح الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بالباحة الرائد جمعان دايس أنه شارك أكثر من 200 ضابط وفرد وغواص من الدفاع المدني في عملية البحث عن فهد. وتمت الاستعانة بالجرافات لتنظيف الأودية، للتأكد من عدم وجود جثته مطمورة تحت التراب حتى تم العثور على جثة الطفل. وعن قصة وفاة فهد (10 أعوام) الابن الأول بعد 6 بنات، يقول عمه عوضه: شهدت المنطقة الخميس قبل المنصرم أمطارا تاريخية، فكانت فرصة للجميع للاستمتاع بمشهد السيول عن كثب. وكان فهد برفقة والده وشقيقته الصغيرة، وبينما كانوا في تلك اللحظات دهمهم السيل بموقع جلوسهم على الجدار الذي ما لبث أن انهار بشكل سريع فسقط الثلاثة، وأنقذ الأب الطفلة وسقط فهد في مجرى السيل. ويضيف عوضه: تم إبلاغ الدفاع المدني بمدينة الباحة والذي تجاوب بشكل سريع، حتى عٌثر عليه على بعد يقارب 30 كيلومتراً من موقع الحادثة بجوار سد العقيق بعد أكثر من 96 ساعة تقريباً ليوارى الثرى في مقبرة قريته.