تصاعدت أمس التظاهرات الشعبية في العاصمة العراقيةبغداد ومدن أخرى، منها البصرة والنجف وكربلاء، احتجاجا على تفاقم انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ سنوات، وطالب المحتجون بتوفير الخدمات الأساسية في مقدمتها التيار الكهربائي. وعلى خلفية ذلك، حذر ائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي الحكومة من غضب الشعب بسبب الفساد والخراب الذي عاث في البلد. وقال في بيان: نعرب عن قلقنا من تدهور الأوضاع العامة في البلاد، ومن بينها الانفلات الأمني في بغدادوالبصرة والمحافظات الأخرى، والتجاوزات على الحريات المدنية للمواطنين بلا عقاب أو رادع ، مصحوبا بتراجع الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء والماء الصالح للشرب، وتأخر في تسديد رواتب العاملين في قطاعات مختلفة، وغيرها من المشاكل التي تثقل كاهل الشعب ولا سيما في موجة الحر التي لا ترحم. وشدد علاوي على أن: طاقة الشعب على التحمل تكاد تنضب، بعد مرور ما يقارب العام على تشكيل الحكومة التي ورثت الخراب من سابقتها، كما ورثت خزينة خاوية، وثلث البلاد تحتله العصابات الإرهابية، دون أن تضع السياسات اللازمة لتوفير الأمن والخدمات اللازمين لتحسين أوضاع المواطنين. مطالبا الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة بالخروج عن نهج سابقتها، باتخاذ خطوات شجاعة وحازمة لضرب الأطراف الخارجة عن القانون التي أصبحت تعيث في الأرض فسادا وخرابا، وتعتدي على الحقوق المدنية للمواطنين والاستعانة بالخبرات والكفاءات العراقية والدولية في وضع السياسات اللازمة لإخراج البلاد من دوامة تردي الخدمات التي تتفاقم عاما بعد عام. ودعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المتظاهرين للمطالبة بالحقوق المشروعة، مبينا في بيان أن: الكثير من الجهات تحاول تجيير المظاهرات العفوية الشعبية لصالحها، وأن أي اعتداء على أي مواطن عراقي مناد بحقوقه بتظاهرات سلمية هو اعتداء علينا وعلى العراق. وكان المتظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد أول من أمس، طالبوا بتولي رئيس الوزراء حيدر العبادي ملف الكهرباء. من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة بهاء الأعرجي أن الحلول الناجعة لمشكلة الكهرباء تحتاج إلى وقت وإمكانات مادية وبشرية كبيرة. ميدانيا، أعلن المتحدث باسم محافظة الأنبار حكمة سليمان أن القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومتطوعي العشائر نفذوا عملية عسكرية واسعة النطاق أمس استهدفت معاقل وتجمعات تنظيم داعش في منطقتي الزوية والصكرة شمال شرق قضاء حديثة وتمكنت من قتل العشرات من مسلحي التنظيم. مؤكدا في تصريح إلى "الوطن" هرب عدد من قادة التنظيم من الفلوجة إلى سورية وتركيا بعد تقدم القوات الأمنية وفرض سيطرتها على المناطق القريبة من المدينة. وأفادت وزارة الدفاع العراقية بأن عناصر داعش الإرهابي هاجمت قطعات عسكرية تابعة للفرقة الثامنة بالجيش العراقي في منطقتي الفلاحات غرب الفلوجة وصبيحات شرقها، وتصدى مقاتلو الفرقة للمهاجمين وتمكنوا من قتل 25 منهم، وإصابة 30 آخرين، وتدمير مركبات تحمل رشاشات.