أكد محللون مصريون أهمية الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لمصر أمس، والتقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي أكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان داعما لمصر وشعبها دائما، منوها في هذا الصدد بمبادرة الملك سلمان بالتطوع للدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956، ودعمه المجهود الحربي في حرب أكتوبر عام 1973، مشيرا إلى أن مشاركة الأمير محمد في الاحتفال تعد امتدادا لمواقف المملكة المشرفة إزاء مصر وشعبها، واستكمالا لمسيرة الملك سلمان الداعمة لمصر. توقيت دقيق ويرى أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعيد اللاوندي، أن الزيارة تكتسب دلالات عدة، من حيث توقيتها ومستوى الوفد الذي رافق الأمير، وقال "هذه المشاركة في حفل تخريج دفعات جديدة من الكليات الحربية والمعاهد العسكرية تؤكد استمرار عمق العلاقات بين البلدين، خصوصا أنه منذ قيام ثورة 30 يونيو لم يتوقف التواصل بينهما، باعتبارهما أكبر دولتين في المنطقة، وهذه الزيارة حملت قدرا كبيرا من الأهمية فيما يتعلق بتنسيق المواقف بين البلدين بشأن الأزمات الراهنة التي تواجهها المنطقة، ومنها الأوضاع في اليمن، وموقف الدول العربية من الاتفاق النووي الإيراني، إضافة إلى الحديث عن مستقبل مصر والمنطقة في أعقاب افتتاح قناة السويس الجديدة. تواصل مستمر بدوره، قال المحلل السياسي وحيد عبدالمجيد: "العلاقات المصرية السعودية تشهد اتصالات دائمة لا تنقطع، فلا يكاد يمر شهر دون أن يحدث تواصل مباشر على أعلى مستويات القيادة بين الجانبين، ولقاء الأمس حمل قدرا كبيرا من الأهمية، وتحديدا فيما يتعلق ببحث تأثير الاتفاق النووي الإيراني في الدول العربية، ووسائل مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة، لا سيما بعد الاتفاق النووي، فضلا عن تنسيق المواقف فيما يتعلق بالأوضاع في اليمن، التي تنظر إليها مصر باعتبارها قضية أمن قومي عربي". رسالة قوية من جانبه، قال الخبير في الشؤون السياسية تامر الزيادي: "مشاركة وزير الدفاع السعودي في حفل تخريج دفعات جديدة من الكليات الحربية والمعاهد العسكرية، بمثابة رسالة قوية للداخل والخارج، على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وتؤكد أن الروابط التاريخية بين القاهرة والرياض لا تتأثر بمحاولات إثارة الفتن والإشاعات، وستعجل بإنشاء القوة العربية المشتركة، خصوصا أنها تكتسب أهمية بالغة بسبب ما تواجهه الدول العربية من إرهاب".