المملكة ترسل لأطفالنا الهدايا، والحوثي يدفعهم إلى ميادين القتال.. عبارة باتت تتردد كثيرا على ألسنة اليمنيين، لا سيما بعد أن تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورة طفلة تشع السعادة من عينيها داخل مطار عدن الدولي، إثر تسلمها عددا من الهدايا والألعاب، التي وصلت إلى اليمن ضمن المساعدات الغذائية التي أرسلتها المملكة لتخفيف الأزمة عن الشعب اليمني. وأشار مغردون على موقع تويتر إلى أن الفرحة الطاغية التي بدت على محيا الطفلة وهي تهرول فرحة بألعابها أبلغ رسالة على عمق اهتمام دول التحالف الدولي، وقيادة المملكة، التي لم تنس حتى ألعاب الأطفال لترسلها ضمن مساعداتها للشعب اليمني. بينما قال آخرون إن دول التحالف العربي بعد أن أرسلت المواد الغذائية والمشتقات النفطية والمستلزمات الطبية والدوائية، بادرت أيضا إلى إرسال الهدايا وألعاب الأطفال، وبذلك اكتملت فرحة العيد لدى اليمنيين الذين أسعدتهم عودة الفرحة إلى أبنائهم، بعد ما قاسوه وعانوه خلال فترة الاحتلال الحوثي. بالمقابل، وفي صورة مغايرة، تعكس طريقة تفكير المتمردين الحوثيين تواصل قيادات الحركة جهودها لتجنيد الأطفال في ميليشياتها المعتدية، غير عابئة بتأثير ذلك على نفسياتهم، وما يمكن أن يشكله من تدمير لدواخلهم البريئة، أو تعطيل لمسيرتهم الدراسية، إضافة إلى ما يشكله الزج بهؤلاء الأطفال في ميادين القتال من خطورة بالغة على حياتهم، كونهم لم يتلقوا التدريب الكافي الذي يخولهم المشاركة القتالية. وكانت المقاومة الشعبية قد أسرت عددا من الأطفال الذين استخدمتهم جماعة الحوثي في عملياتها القتالية ضد المدنيين في عدن طوال الأشهر الماضية. وأشار بعضهم إلى أن الجماعة المتمردة أرغمتهم على القتال، بعد أن هددت عائلاتهم بالطرد من منازلهم إذا رفضوا ذلك، كما أبان آخرون أنهم يقاتلون في صفوف المتمردين، نظير الطعام وحصة ثابتة من القات. وفي السياق ذاته، كشفت مصادر ميدانية أن هؤلاء الأطفال يشاركون في المعارك بعد أن يتعاطوا ما تسمى ب"حبوب الشجاعة" التي تصل إلى المتمردين من طهران، وتعطي هذه العقاقير شعورا زائفا بقدرته على هزيمة كل من يواجهه. كما أشارت منظمة اليونيسيف في تقرير حديث إلى أن المتمردين يستغلون ظروف بعض الأسر التي تعاني الفقر الشديد لتجنيد أطفالها في صفوفهم. وأضافت أن الأوضاع الحالية في اليمن، وتدني فرص الحصول على عمل، لا سيما في ظل تزايد أعمال القتال، وتوقف معظم المؤسسات التجارية والمصانع والشركات عن مزاولة أعمالها، هي السبب الرئيس في موافقة بعض الأسر على تجنيد أطفالها ضمن الجماعة الإرهابية. وبين هدايا التحالف وقنابل الحوثي يكمن الفرق في طريقة التفكير، وأسلوب التعامل مع الأطفال، بين محاولات تهدف إلى إسعادهم وإزالة ما علق بذاكرتهم من الخوف والقلق، وبين من يعملون على تدمير نفسياتهم، ومصادرة طفولتهم، وإضاعة مستقبلهم، لمجرد تحقيق أهداف مذهبية عفا عليها الزمن.