فيما تمكنت القوات العراقية أمس من تحرير مبنى جامعة الأنبار من تنظيم داعش، وذلك أثناء تقدمها باتجاه حي التأميم في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، تظاهر أمس المئات بمحافظة ذي قار جنوببغداد، مطالبين بمحاكمة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لتورطه في المجزرة التي راح ضحيتها نحو 1700 مجند. وكان تنظيم داعش قد أعدم نحو 1700 من طلبة كلية القوة الجوية والمتطوعين بالقوات المسلحة، في قاعدة سبايكر شمالي تكريت لدى سيطرته على محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد، في يونيو من العام الماضي، فيما أصدرت المحكمة الجنائية المركزية مطلع الشهر الجاري حكما بإعدام 24 متهما شنقا لإدانتهم بحادثة سبايكر، فيما أفرجت عن أربعة آخرين لعدم ثبوت إدانتهم. وأكد المتظاهرون في هتافاتهم أن المالكي هو المسؤول عن مقتل أبنائهم، لافتين إلى أن أوامر عليا صدرت إلى الضباط المسؤولين عن المعسكر بإلقاء السلاح وإخراج الجنود، وهو الذي مكن "داعش" من اعتقالهم وقتلهم فيما بعد. وشدد المتظاهرون على ضرورة محاكمة المالكي وجميع الضباط الكبار الذين وقعت في عهدهم الجريمة، مؤكدين على أنهم لن يسكتوا حتى يشاهدوا محاكمة المالكي مثل محاكمة الرئيس السابق صدام حسين. ميدانيا، تمكنت القوات الأمنية بمشاركة متطوعي عشائر الأنبار من فرض سيطرتها أمس على مبنى الجامعة الواقع جنوبي مدينة الرمادي. وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في تصريح صحفي أمس أن "العملية الأمنية التي خاضتها قوات مكافحة الإرهاب في تحرير جامعة الأنبار جنوبي الرمادي بمشاركة متطوعي العشائر كانت من أربعة محاور"، مضيفا أن ما تبقى من الإرهابيين داخل الجامعة لم تظهر منهم أية مقاومة". وقال إن طيران القوة الجوية والتحالف الدولي منع جميع التحركات لإيصال الإمدادات إلى خطوط داعش الأمامية داخل الجامعة والمناطق المحيطة بها بشكل عام، مشيرا إلى أن القوات تواصل تقدمها نحو حي التأميم داخل مدينة الرمادي رغم تحصن عناصر داعش بثلاثة خنادق متداخلة ومتفجرات وأسلاك شائكة. بدوره، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أن "القوات الحكومية تكتيكيا تفرض سيطرة كاملة على مجمع الجامعة واستغلت فرصة تقهقر مقاتلي داعش لتحقيق التقدم باتجاه حي التأميم في الجزء الجنوبي من الرمادي"، مشيرا إلى أن جماعات الحشد الشعبي المسلحة المدعومة من إيران لم تشارك في عملية الجامعة. من ناحية ثانية، سجلت محافظة الأنبار عودة 200 أسرة نازحة إلى مناطق سكنها في قضاء الكرمة شرقي الرمادي، وقال رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت ل"الوطن" إن الحكومة المحلية في الأنبار شكلت لجانا فنية تتولى إعادة الخدمات الأساسية للمناطق المحررة، معربا عن أمله في إمكان عودة جميع النازحين إلى مناطق سكنهم في الأنبار: "في ضوء تنفيذ العمليات العسكرية وإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش". وكانت الحكومة الاتحادية شكلت لجنة تضم قادة أمنيين وممثلين عن مستشارية المصالحة الوطنية والحكومة المحلية في الأنبار، للإشراف على عودة النازحين لمناطق سكنهم. من جانبه، أثنى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري على الانتصارات التي تحققت في الأنبار، مشددا على أهمية التمسك بالأرض وتوفير الخدمات في المناطق المحررة.