اتهم زعيم عشائر في الأنبار التحالف الدولي بشن غارات «انتقائية خجولة» على مواقع «داعش». واستطاع الجيش ومقاتلو هذه العشائر صد هجوم للتنظيم، استمر ست ساعات، على الرمادي (عاصمة الأنبار)، في مؤشر إلى تغير في موازين القوى في المحافظة التي استقبلت أمس مئة عسكري أميركي لتدريب المزيد من القوات. (للمزيد) إلى ذلك، قال رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يواجه اليوم تحدياً في البرلمان لتسمية وزيري الداخلية والدفاع، إن بغداد «آمنة في شكل كامل وقوات الأمن دفعت مقاتلي داعش الى مناطق بعيدة من حدود العاصمة». وأكّد النائب من «التحالف الشيعي» محمد الصيهود أن «لا اتفاق حتى الآن على مرشح لتولي وزارة الداخلية، ولم يكشف رئيس الوزراء الأسماء التي سيعرضها على البرلمان غداً (اليوم)». وأضاف: «لم نبلّغ باجتماع لقادة التحالف لحسم هذا الموضوع، فاللقاءات كانت تجري في شكل ثنائي مع العبادي»، مشيراً إلى أن «كل طرف ما زال متسمكاً بمرشحه فائتلاف دولة القانون، مثلاً، يصرّ على ترشّح هادي العامري، فيما يرشّح تكتل الأحرار أحمد الجلبي لحقيبة الداخلية». والشغور في وزارتَي الداخلية والدفاع يعرقل جهود العبادي لحشد القوى الأمنية وتشكيل وحدات «الحرس الوطني» في المحافظات لتتولّى الحرب البرية على «داعش». لكن على رغم عدم إقرار البرلمان قانون «الحرس» فإن محافظات عدة فتحت باب التطوع لتشكيل هذه القوة. وإضافة إلى الموصل، وصلاح الدين، التي بدأت عمليات تدريب مقاتلين من العشائر، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أمس أن 100 مدرب أميركي وصلوا إلى قاعدتي الحبانية وعين الأسد العسكريتين في الأنبار لتدريب مقاتلي العشائر الذين وصل عددهم حتى الآن إلى 4 آلاف مقاتل، بعد قدوم متطوّعين من مدن الأنبار المختلفة. وأعلن عدد من محافظاتجنوبالعراق تشكيل مثل هذه القوى من النازحين من المدن التي تقع تحت سيطرة «داعش». وأعلنت القوى الأمنية والعشائر في الأنبار أمس صد هجوم كبير ل «داعش» على الرمادي. وأكد رئيس تشكيل «نخوة النشامى» (ثوار الأنبار سابقاً)، الشيخ عبد الكريم المهداوي في اتصال مع «الحياة» أن «عشائر الأنبار، بمساندة الجيش والشرطة ومقاتلي الحشد الشعبي، صدت هجوماً شرساً لداعش الذي يسيطر على أجزاء من شمال وغرب الأنبار، مستهدفاً الرمادي، واستمر القتال ست ساعات متواصلة من دون أن يتدخل طيران التحالف الدولي الذي يقدم خدمات خجولة». وأوضح أن «الخلايا الداعشية التي تسيطر على أقضية رواة وعانة والقائم والرطبة وهيت، نفذت هجوماً شرساً، محاولة إسقاط مركز المحافظة وضمه الى بقية المدن التي يسيطر عليها التنظيم»، لافتاً الى أن «داعش سيكرر محاولاته لإحكام السيطرة على الرمادي». وقال شهود من داخل المدينة إن مقاتلي التنظيم انسحبوا من بعض المواقع التي سبق واحتلوها داخل المدينة إلى الأجزاء الجنوبية والغربية منها، فيما انتشرت قوات الجيش ومقاتلو العشائر في وسطها. من جهة أخرى، مازال «داعش» يسيطر على بلدة هيت، ويحاول فرض حصار على بلدة حديثة التي لم يتمكن من السيطرة عليها، على رغم هجمانه المتكررة، بسبب مقاومة عشائر المنطقة. ومازالت أجزاء من بلدة هيت تحت سيطرة عشائر البونمر التي رفضت بدورها عقد اتفاق مع التنظيم.