فيما أثار مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس، يرصد مجموعة من الشباب يتحرشون بفتاتين في أحد المواقع بكورنيش جدة ردود أفعال غاضبة، وجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، شرطة المنطقة بسرعة التحقيق في القضية، والتأكد من تاريخ المقطع، والقبض على المتهمين بالتحرش، وتكثيف الوجود الأمني في منطقة الكورنيش والحدائق وأماكن التنزه. من جهته، كشف المتحدث الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة العقيد الدكتور عاطي عطية القرشي أن "الجهات الأمنية بشرطة المنطقة رصدت مقطع فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيه مجموعة من الشباب يقومون بتصرفات غير لائقة تجاه فتاتين بأحد المواقع يعتقد بأنه بمحافظة جدة، مشيرا إلى أنه لم يرد للجهات الأمنية بلاغ رسمي حيال الواقعة. وأكد القرشي أنه "من منطلق مسؤولية الشرطة تجاه تلك التصرفات، فقد شرعت الجهات المختصة بشرطة محافظة جدة بمتابعة مديرها اللواء مسعود العدواني، في تحليل مقطع الفيديو، وتقصي المعلومات اللازمة عن الواقعة، والأشخاص، والعمل على الكشف عن هويتهم، واستدعائهم، لتقديمهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص". من جهتها، انتقدت عضو المجلس التنفيذي للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين تأخر إصدار قانون التحرش الذي يدرسه مجلس الشورى، وقالت ل"الوطن"، إن "بعض أعضاء مجلس الشورى يرون أن قانون التحرش يشرع الاختلاط"، مشيرة إلى إن فيديو التحرش بالفتاتين يستدعي سرعة العودة إلى هذا القانون. وأضافت: إن "هذا المقطع الذي يظهر تجمع عشرات الشبان حول فتاتين أرادتا الخروج للتنزه دون حماية يستدعي تساؤل المجتمع حول سبب تعطيل هذا القانون لنحو ثلاث سنوات"، مؤكدة أن ما حدث هو تفريغ فئة سيئة من الشباب لفعل مشين، وتوجيهه نحو فتيات محتشمات، وأنه آن الأوان لردع مثل هؤلاء وإخضاعهم للقانون. وشددت الدكتورة زين العابدين على أهمية تطبيق قانون التحرش وحماية المرأة، مشيرة إلى أنه سيقضي على تلك الممارسات غير الأخلاقية التي تصدر من المهووسين من بعض الشباب وصغار السن. وكان مقطع يصور تحرش مجموعة من الشباب بفتاتين قد قوبل باستنكار واسع من مستخدمين ومغردين بمواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك"، و"تويتر"، إذ أكد معظمهم أنها جريمة تخالف تعاليم الدين الإسلامي والعرف الاجتماعي، وتعكس صورة سلبية عن المجتمع، مجددين مطالبتهم بإقرار قانون خاص لمواجهة التحرش، مشددين على أهمية تحديد هؤلاء الشباب واستدعائهم ومحاسبتهم.