في مواجهة أمنية دامية شهدتها محافظة خميس مشيط في ليلة ال 27 من شهر رمضان، حينما كان المصلون داخل الجوامع والمساجد يرفعون أكفهم بالدعاء، بأن يحفظ الله والديهم وأن يعينهم على برهم والقيام على خدمتهم، كان لأحد المطلوبين أمنيا نظرة أخرى في تلك الأوقات الإيمانية، إذ أشهر سلاح الغدر والعقوق في وجه والده وأطلق النار عليه أمام منزله، ما أدى إلى وفاته بعد أن تضرج بدمائه. ورسم الجاني المطلوب في قضايا إرهابية أبشع صورة ل"الإرهاب" و"عقوق الوالدين"، مسدلا ستارا أسود لفرح الأسرة بعيد الفطر بعد أيام، فارضا بجريمته الحزن عليهم وعلى أقاربهم والحي الذي يسكنه. مسرح القضية النكراء شهدتها محافظة خميس مشيط وتحديدا حي حسام حيث أقدم شاب في ال25 من عمره على مباغتة والده وعدد من رجال الأمن بإطلاق النار عليهم أمام منزل أسرته بعد أن تقدم والده ببلاغ ضده للجهات الأمنية وعند حضورها يرافقهم والده للقبض عليه بادر بإطلاق النار من سلاح رشاش كان يحمله ما تسبب في مقتل والده على الفورن وتم التعامل مع الموقف من رجال الأمن، وتمكنت القوة الأمنية من إصابته بطلق ناري أرداه قتيلا أمام باب المنزل الذي كان بداخله لحظة المداهمة. "الوطن" وجدت بالموقع لحظة الحادثة وعلى الرغم من التشديد الأمني الذي يحيط بمسرح الجريمة إلا أن شهود عيان من سكان الحي الذي يقطنه المطلوب كشفوا ل"الوطن" أن المطلوب الأمني شعر بوجود رجال الأمن خارج المنزل بانتظار تسليم نفسه دون إحداث أي ضوضاء في الحي إلا أن إصراره على المواجهة بإطلاق الأعيرة النارية اضطرهم للرد عليه وقتله بعد أن باغت والده بطلقات أودت بحياته. في المقابل علمت "الوطن" من مصادر طبية، أن طوارئ مستشفى خميس مشيط المدني استقبل حالتين لرجلي أمن فجر أمس على خلفية الحادثة، أحدها كانت إصابته خفيفة وجرى تقديم الإسعافات اللازمة له وخرج على الفور، فيما تعرض رجل الأمن الآخر إلى إطلاق نار "بالفخذ"، وتم تقديم الخدمات العلاجية للمصاب وتحويله إلى مستشفى عسير المركزي، مؤكدة أن الحالتين مستقرتان طبيا. الحادثة أحدثت صخبا كبيرا في الحي فجر أمس، وحضر كثير من المواطنين والمتجمهرين بالجوار من الموقع، يتساءلون عن التفاصيل، متأملين أن تكون الأخبار المتناقلة غير صحيحة. القوات الأمنية بقطاعاتها المختلفة وجدت في الموقع ومداخل الحي، ومنعت المركبات من الدخول أو الخروج من الموقع حتى نهاية الإجراءات الأمنية للموقع، فيما باشرت آليات وأفراد بلدية المحافظة تنظيف الموقع. "الوطن" من خلال رصدها الميداني داخل الحي الذي تقطن فيه أسرة الجاني والمجني عليه، أتضح أن الأسرة لا تتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة مع جيران الحي، فيما تهرب آخرون من الجيران عن الحديث حول علاقتهم أو معرفتهم بالأسرة، فيما تحدث البعض عن تفاصيل بسيطة عن الأسرة، بأنها تقطن في المنزل الذي وقعت فيه الحادثة بنظام الإيجار، مبدين حزنهم للحادثة التي خيمت الحزن على سكان الحي، بحسب وصفهم. أحد سكان حي الواحة القريب من موقع الحادثة، أكد أنه سمع أثناء تأديته صلاة القيام بالمسجد أصوات إطلاق النار في الخارج، وتفاجأ بعد انتهاء الصلاة بمحاصرة رجال الأمن منزل المطلوب، إضافة إلى إغلاق بعض الطرق المجاورة، وتحويل مسار المركبات لطرق أخرى بديلة. كما تحدث أحد زملاء المطلوب الأمني أثناء دراسته معه في المرحلة المتوسطة حيث أوضح أن المطلوب بدأ انحرافه السلوكي أثناء دراستهم في الصف الثاني المتوسط وتزايد معه الانحراف حتى نهاية المرحلة الثانوية التي لم يكمل الدراسة بعدها، وانقطع عن زملائه في الحي، مشيرا إلى أنه كثير الخروج من المنزل ولا توجد له علاقات بأحد من أقرانه في الحي.