حالة من الجدل والارتباك آثارها المشهد الدرامي خلال شهر رمضان، لا سيما وسط غزارة هائلة في الإنتاج، وارتفاع غير مسبوق في أجور الفنانين والفنانات، مقارنة بالأعوام الأربعة الماضية ما أسفر عن ظهور أكثر من 35 عملا دراميا بكلفة إنتاجية تجاوزت المليار جنيه، وبأجور للفنانين بلغت قيمتها نحو نصف المليار جنيه، وبالرغم من أنه كان من المنتظر أن تكون النتائج على قدر المقدمات، إلا أنه وللأسف الشديد، وبإجماع غالبية النقاد حتى الفنانين أنفسهم باتت المحصلة "صفر"، أو بمعنى آخر "لم ينجح أحد". وبالرغم من أن الموسم الدرامي الحالي شهد ميلاد وجوه جديدة من الكتاب والمخرجين الذين ظهروا للمرة الأولى أمام الجمهور، مثل المخرجين أحمد خالد موسى، وفاضل الجارحي، والمؤلفة هالة الزغندي، إلا أن غالبية الأعمال لم تفلح في إقناع الجمهور بأهدافها أو برسالة فنية واضحة المعالم، باستثناء عدة أعمال لم يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، نجح أبطالها في إقناع المشاهد بحجز مكان له أمام الشاشة كل يوم لمتابعتها. وبينما انتظر الجمهور والنقاد الفنان عادل إمام ليقدم كوميديا جديدة ومختلفة هذا العام، بثقل "ناجي عطالله" أو "العراف"، إلا أن الجميع فوجئ بتقمص إمام شخصية الثوري والمناضل، في مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" وهي فكرة لم يتقبلها غالبية الجمهور، بل وحتى النقاد، وعدوا أن إمام سقط في الفخ. القائمة تضم نجوما كبارا فشلوا، بعد أن اعتمدوا فقط على نجوميتهم وأسمائهم، فلم تحقق أعمالهم أي نجاح يذكر، مثل أحمد السقا في"ذهاب وعودة"، وكريم عبدالعزيز في"وش تاني"، وغادة عادل في"العهد"، وأمير كرارة في"حواري بوخارست"، ونيللي كريم في "تحت السيطرة" ومصطفى شعبان في"مولانا العاشق"، وحمادة هلال في "ولي العهد"، ومي عز الدين في "حالة عشق"، وحسن الرداد في "حق ميت"، وغيرهم ممن لم تنجح أعمالهم في جذب الجمهور. ومن بين هذا الصخب ظهرت أعمال جيدة، وبرغم أنه لم يكن متوقعا أن يكتب لها النجاح إلا أنها أقنعت المشاهد بمتابعتها مثل "بين السرايات" لباسم سمرة، و"بعد البداية" لطارق لطفي، و"طريقي" لشيرين عبدالوهاب. وهناك فنانون احتفظوا بمستواهم نفسه والمنطقة التي يتميزون فيها كل عام، وحققوا نجاحا ملحوظا مثل يوسف الشريف في "لعبة إبليس"، والذي برع في تقديم نوعية من دراما الغموض والإثارة والتشويق، وكذلك غادة عبدالرازق في "الكابوس"، ومنة شلبي وإياد نصار في"حارة اليهود"، ودنيا سمير غانم في"لهفة"، وهيفاء وهبي في "مريم".