تكشف المؤلفة نورة سعد الشهراني في كتابها "صورة المفقود في شعر فدوى طوقان" "تجارب الفقد الحسيّة والمعنويّة" لدى علم من أعلام الشعر العربي المعاصر، والتي احتلت مساحة كبيرة من تجربة طوقان الشعرية، وتوزعت بين ما تطمح إليه، وما فقدت وتتأمل حضوره، واتخذت الشاعرة لغته حدّا لمعاني الفقد، وأداة لغوية للإمساك بمفقوداتها لتخرج إلى دنيا التأنيس، فتأسس بناؤها الشعري على الشعور بالفقد والحرمان والصراع بين النفس والواقع. واعتمدت الكاتبة نورة الشهراني على دراسة الصورة الشعريّة، التي هي روح الشعر لاستكناه التحوّل العميق للفقد من خارج النص إلى دواخله، من علاقته الحياتية المعاشة، إلى تصاوير شعرية اختزلت عوالم وواقع طوقان، لاستقراء تجليات تلك المفقودات في صورها الشعرية، واستجلاء دقائق بواطنها، والعناية بالظواهر الأسلوبية الجزئية لها. وقسمت الشهراني كتابها الصادر عن نادي أبها الأدبي 2015 وجاء في488 صفحة من القطع الكبير إلى ثلاثة فصول، حمل فصله الأول "صورة المفقود في شعر فدوى وتضمنت مباحثه الخمسة، صور "الحرية والوطن والشهيد والأخ والحبيب". وتناول الثاني "الأشكال البلاغيّة لصور المفقود "ورصدت مباحثه لثلاثة "التشبيه والمجاز والكناية". وتطرق الثالث ل"مستويات تشكيل صورة المفقود" وبيّن المبحث الأول، الصورة الجزئيّة ذات الإيقاع الواحد أي الصورة المشهدية والصورة الكليّة، هي مجموع متدفق المشاهد متوالي الإيقاعات، والثاني "الصورة السطحيّة والصورة العميقة" اللتان تشتركان في خاصية الإبانة عن المعنى المقصود.