في انتقاد نادر، دانت السفارة الأميركية في الخرطوم متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال لتحرير السودان، واتهمتهم بالتسبب في مقتل عشرات المدنيين بولاية جنوب كردفان. وأعربت السفارة عن بالغ قلقها من تقارير أفادت بمقتل عشرات المدنيين في هجوم نفذته الحركة، أواخر الشهر الماضي، على بلدة قرب "تلودي" بولاية جنوب كردفان، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل العشرات وإصابة حوالى 100 أثناء تجمعهم لأداء صلاة الفجر قبل بدء الصيام، عادة أن ذلك يشكل استهدافا للمدنيين وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي. وكانت تقارير صحفية أفادت نقلا عن مصادر محلية بولاية بجنوب كردفان بأن القتلى منقبون عن الذهب وعددهم 38 قتيلا، أغلبهم من أبناء دارفور. وحثت واشنطن جميع أطراف النزاع على وقف الأعمال العدائية، واحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، لا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين، وضمان الوصول الآمن ودون عوائق لمنظمات الإغاثة. وقالت السفارة في بيانها "أوضحت سنوات القتال أنه لا يوجد حل عسكري للصراعات في السودان. الحل السياسي ضروري لتحقيق سلام مستدام". وتابعت "نحث الحكومة وزعماء المعارضة السودانية على اتخاذ خطوات جريئة ولازمة لتأمين السلام لجميع السودانيين". من جهة أخرى، كشفت مصادر جنوبية عن مساع جادة لتحسين العلاقات بين دولتي السودان، وقال سفير دولة جنوب السودان في الخرطوم، ميان دوت، إن الأمين العام للحزب الحاكم في بلاده، باقان أموم، سيزور السودان قريبا لهذا الغرض. وبحث ميان مع المسؤولين السودانيين عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضية لاجئي جنوب السودان بالسودان، إلى جانب تنفيذ اتفاقات التعاون المشترك بين البلدين الجارين. وكشف ميان أن الأمين العام للحركة الشعبية سيزور السودان قريبا بعد تسلّم مهماته.