تشارك دارة الملك عبدالعزيز هذا العام في سوق عكاظ الذي انطلقت فعالياته مساء أمس ويستمر لمدة أسبوعين بمعرضين مصورين، الأول عن تاريخ المملكة العربية السعودية، والآخر عن تاريخ الجزيرة العربية، حيث تشارك بمعرض (المملكة العربية السعودية 1946 1954 - صور إيطالية ) للمصور الإيطالي إلو بيتاجيلي الذي التقط صوراً للحياة الاجتماعية والبيئية والحرفية في عدد من مدن السعودية أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، وتشارك في العرض الثاني ب24 لوحة تحت عنوان (المعلقات... موسوعة الزمان والمكان) تعرّف ببعض أسماء الطيور والنباتات الواردة في المعلقات العشر وتقدم بالصورة والشرح معلومات في كل لوحة عن تلك الكائنات وعلاقتها بالإنسان وثقافته على أرض الجزيرة العربية، وترصد من خلالها جانباً من الحياة الفطرية للجزيرة العربية في ذلك العصر. وأوضح الأمين العام للدارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن سوق عكاظ ثبت صوته ونشاطه في الأجندة الثقافية العربية لما حظي به من اهتمام ورعاية أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية العليا، الأمير خالد الفيصل الذي بعث الحياة في السوق وأعاده للواجهة الثقافية المحلية ليضاف إلى قائمة فاعلة من المهرجانات والمناسبات المعرفية المختلفة والمتكاملة لتغذية المسيرة الثقافية السعودية وتعزيز دورها ومكانتها على المستويين الإقليمي والعربي، وهذا العام كثفت الدارة - كونها عضواً في اللجنة الرئيسة لسوق عكاظ - من مشاركتها في فعاليات السوق، حيث جمعت في معرضها بين تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة العربية السعودية في إشارة منها إلى أهدافها العلمية والتاريخية وهي خدمة هذين الجانبين، فهي معنية في المقام الأول بخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية من أبعد مدى تاريخي ممكن، فمعرض المصور الإيطالي إلو بيتاجيلي يعرض صوراً تاريخية عن المملكة العربية السعودية مضى عليها أكثر من نصف قرن لقيمتها التاريخية، كما تقوم الدارة بعرض علمي مصور لبعض أسماء الطيور والنباتات الواردة في المعلقات العشر التي تعد أعلى قمة شعرية في عصرها، تستقصي من خلالها الحياة البيئية في الجزيرة العربية في العصر الجاهلي وتقدم صورة للعلاقة بين ثقافة إنسان الجزيرة العربية من جهة وبيئته من جهة أخرى، حيث دخلت هذه الكائنات في ثقافته فتسمّى بها وسمى المكان بها وتطبب بها ودخلت في الأمثال المتداولة. وهذا العرض إنما يشير أيضاً إلى أهمية الشعر كمصدر غني من مصادر التاريخ المتعددة، مشيرا إلى أن مشاركة الدارة في سوق عكاظ منذ انطلاقته الأولى قبل أربع سنوات تأتي ضمن دورها في دعم كل المناسبات التاريخية والثقافية والإسهام في نشر رسالتها الوطنية المتمثلة في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية بصفة خاصة وتاريخ الجزيرة العربية بصفة عامة واستجلاء المآثر الفكرية العربية والإسلامية وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والعلمي ودعم كل الجهود في هذا المسار. واختتم الدكتور السماري بالإشادة بالخطط المستقبلية التي يرعاها أمير منطقة مكةالمكرمة ويتطلع لها سوق عكاظ ومنها بناء خيمة شاملة لكل أنشطة السوق بعد أن أخذ بعده الثقافي على المستويين الإقليمي والعربي، وذلك سيسهم مساهمة قوية في تبوئه المكانة الثقافية والسياحية ويكون أحد الأوعية المعرفية الداعمة للمشهد المحلي والعربي.