قالت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية في بيان إنه "ابتداء من الساعة السادسة و55 دقيقة صباح أمس، قامت مجموعة إرهابية بالهجوم على عدد من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة بمنطقتي "الشيخ زويد - رفح" في توقيتات متزامنة، باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة، وأسفرت هذه العمليات الإجرامية عن استشهاد 17 من رجال القوات المسلحة منهم أربعة ضباط وإصابة 13 آخرين منهم ضابط أثناء قيامهم بأداء واجبهم الوطني". وقال البيان إن رجال القوات المسلحة بمعاونة القوات الجوية تمكنوا من مطاردة هذه العناصر الإرهابية، وقاموا بتدمير مناطق تجمعاتهم، وقتل ما لا يقل عن 100 فرد، وإصابة أعداد كبيرة منهم، إضافة إلى تدمير 20 عربة كانت تستخدمها تلك العناصر"، لافتا إلى مواصلة تنفيذ عمليات التمشيط بالمنطقة. وأضاف البيان أن "القوات المسلحة تقود حربا شرسة ضد الإرهاب دون هوادة، ونؤكد أن لديها الإرادة والإصرار على اقتلاع جذور هذا الإرهاب الأسود، ولن نتوقف حتى يتم تطهير سيناء من جميع البؤر الإرهابية. وكان الجيش المصري أعلن عن إحباط مخطط ل"تنظيم أنصار بيت المقدس" التابع لداعش الإرهابي كان يستهدف فرض نفوذ التنظيم على منطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، ونجحت القوات الجوية في تعقب عناصر التنظيم بهجمات شنتها طائرات "الأباتشي" وال"إف 16"، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات. وأغلقت قوات الأمن الطريق الدولي (العريش/ رفح) إثر مهاجمة 70 عنصرا إرهابيا لنحو 5 كمائن أمنية برفح والشيخ زويد باستخدام قذائف الهاون والأسلحة الثقيلة وقذائف ال"آر بي جي". وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير، في بيان أمس، إن "عناصر إرهابية هاجمت أكمنة أمنية بقطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن، وقامت قواتنا بالتعامل الفوري مع العناصر الإرهابية بكل وسائل النيران، مؤكدا أن الاشتباكات في سيناء لا تزال مستمرة بين الجيش والعناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم على أكمنة القوات المسلحة. فيما أصدر وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار أوامره بسرعة تعزيز الخدمات الأمنية حول المنشآت الشرطية ومديرية أمن شمال سيناء، والدفع بأعداد كبيرة من ضباط وأفراد المفرقعات ونشر الكلاب البوليسية لكشف المتفجرات.وقالت مصادر استخباراتية، رفضت ذكر اسمها في تصريحات إلى "الوطن" إن الاستهداف المتكرر لمنطقة الشيخ زويد يرجع إلى أنها كانت ضمن الخطة التآمرية التي وضعتها أميركا وإسرائيل، لدفع مصر للتخلي عن بعض المناطق في سيناء، مقابل امتيازات وتمويل مشاريع بغرض توطين غزاويين، وهو الذي رفضته مصر، خاصة وأن الشيخ زويد هي أحد المراكز الإدارية الستة في محافظة شمال سيناء، فضلا عن أن هذه المنطقة تحولت إلى مرتع للإرهابيين منذ عهد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. واتهم عدد من الخبراء العسكريين أجهزة استخبارات دولية بدعم الإرهاب في مصر حيث أكد الخبير الاستراتيجي اللواء حمدي بخيت، أن ما يحدث في سيناء تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها لإفساد ذكرى ثورة 30 يونيو بتخطيط مسبق مع استخبارات داخلية وخارجية ودقة الأعمال الإرهابية وحجمها، مؤكدا أن الحرب على الإرهاب ستكون طويلة الأمد. وقال الخبير العسكري طلعت مسلم، إن كل التنظيمات الإرهابية التابعة لتيارات الإسلام السياسي على صلة بتنظيم داعش، مضيفا أن العمليات الإرهابية ضد أكمنة القوات المسلحة والشرطة شهدت تطورا نوعيا من حيث طريقة تنفيذ الهجوم والأسلحة المستخدمة، واتهم حركة حماس الفلسطينية بالوقوف وراء استهداف الأكمنة والأهداف العسكرية بسيناء أمس، مضيفا أن ستة أجهزة مخابرات عالمية تستخدم عناصر حماس لتنفيذ هجمات إرهابية بمصر مقابل دعم مادي، موضحا أن القضاء على الإرهاب بسيناء يحتاج لإمكانات ضخمة وأسلحة غير تقليدية.وطالب الخبير العسكري اللواء حسن الزيات، بتطوير أسلحة الجيش المصري في سيناء إضافة لمزيد من التدريب على أساليب حرب العصابات ومكافحة الإرهاب، موضحا أن العمليات الإرهابية بسيناء تهدف لإثارة موجة من الفزع لدى المصريين. من جهتها أعلنت وزارة الداخلية القبض على 30 عنصرا من الإخوان في إطار المتابعات الأمنية المكثفة وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية المقننة التي تستهدف القيادات الوسطى للتنظيم والموالين لهم المتهمين في قضايا التعدي على المنشآت العامة والخاصة والمشاركين في الأعمال العدائية والتحريض عليها.