وصف الحراك الجنوبي في اليمن الحديث عن تسليمه مدينة عدن من قبل الميليشيات الانقلابية، بالادعاء الكاذب والمخادع. وقال أمين سر المجلس الأعلى للحراك السيد فؤاد راشد إن الحوثيين وحليفهم صالح باتوا يشعرون اليوم بالهزيمة في المناطق الجنوبية، بل ويتجرعونها. وهم يبحثون الآن عن مخرج يحفظ لهم ماء وجههم من خلال الادعاء عبر تصريحات إعلامية بتسليمهم عدن للحراك الجنوبي، وهو ادعاء باطنه الكذب والخديعة، مشيرا إلى أن الحراك الجنوبي حسم أمره وحمل السلاح، ومعه كل القوى الوطنية للدفاع عن الأرض والهوية والعرض ضد الغزاة المجرمين، وإنهم سيواصلون القتال حتى تطهير الأرض منهم. وأكد راشد في تصريحات إلى "الوطن" عدم دخول الحراك الجنوبي في أي نوع من الحوار مع المتمردين، وأن سلطنة عمان رعت لقاءات مماثلة مع رموز جنوبية وعربية، جرى فيها طرح إمكانية انسحاب المتمردين من عدن، وتسليمها للحراك، موضحا أن وسطاء في المباحثات التي احتضنتها السلطة أخيرا، نقلوا لهم استعداد الانقلابيين لتسليم عدن للحراك الجنوبي، شريطة عدم قيامه بتسليمها لاحقا للشرعية اليمنية، كما طالبوا بإجراءات آمنة تُساعدهم على الانسحاب، مشددا على أن هذه الطلبات مرفوضة تماما من قبل الحراك الجنوبي، الذي طلب من الوسطاء ضرورة أن ينصحوا المتمردين بإخراج ما تبقى من قواتهم سالمين من المدن، وإن الحراك سيؤمن لدواع إنسانية خروجا آمنا لهم إلى خارج المناطق الجنوبية. وشدد أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي على أن الحراك ينخرط اليوم في معركة الدفاع عن الجنوب ومعه حلفاء جنوبيون، وكذلك أيضا دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة، وبالتالي فإنه يتشاور مع الجميع. وعبر راشد عن ثقته الكبيرة بتحقيق النصر على الميليشيات الحوثية بسواعد شباب المقاومة، ودعم التحالف العربي، متحدثا عن وجود خطط عسكرية جديدة وآلاف المقاتلين الجنوبيين الذي سينخرطون في معركة تحرير عدن قبل عيد الفطر المبارك، وفقا لتأكيدات قال إنه تحصل عليها من قبل المقاومة على الأرض التي وصفها بالمتماسكة. .. والحوثي يسعى لزرع الفوضى بالجنوب حذر محللون سياسيون من مخطط يسعى الحوثيون إلى تنفيذه في جنوب اليمن، عبر تسليم إدارة بعض المدن التي يسيطرون عليها، إلى أحد فصائل الحراك الجنوبي، بهدف إغراق منطقة الجنوب في خلافات ونزاعات قد تفضي إلى حرب أهلية. وأشاروا إلى أن الجماعة المتمردة تعكف على تنفيذ ذلك السيناريو التآمري تنفيذا لتوجيهات إيرانية ترمي إلى إشعال حرب أهلية بين شمال اليمن وجنوبه، وإغراق دول المنطقة في صراعات داخلية، تستنزف مقدراتها، وتعوق تطورها، ما يسمح لها بإيجاد حالة من الفوضى تساعدها على تنفيذ مخططاتها. وكانت مصادر أكدت إلى "الوطن" أن طهران تجري اتصالات مكثفة مع الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر وميليشيا الحوثي، لتسليم عدن إلى بعض مكونات الحراك الموالية لطهران، لتحويل الجنوب إلى بؤرة صراع متعددة الأطراف. وتواجه ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح مأزقا في عدن نتيجة اصطدامهم بمقاومة كبيرة من كافة أطياف المجتمع.