شهدت الساحة العراقية أخيرا تحركات تقودها أطراف كردية وسنية وكتل نيابية منضوية ضمن التحالف الوطني، لتقديم نائب رئيس الجمهورية العراقية الحالي نوري المالكي رئيس الحكومة السابقة إلى المحكمة بوصفه المسؤول المباشر عن سقوط محافظة نينوى في يونيو من العام الماضي بيد تنظيم داعش الإرهابي، فضلا عن ارتكابه مخالفات خلال توليه رئاسة الحكومة لثماني سنوات أدت إلى ضياع أكثر من 700 مليار دولار صرفت على مشاريع وهمية. وأفادت تقارير عراقية أن كتلا نيابية ممثلة في مجلس النواب الحالي تسعى إلى إقالة المالكي من منصبه وإحالته للقضاء لرفضه أيضا تقديم الحسابات الختامية لموازنات السنوات السابقة. إلى ذلك أبدت حكومة الأنبار اعتراضها على تزويد متطوعي العشائر بأسلحة خفيفة، فيما وصلت إلى ناحية البغدادي غربي المحافظة الخاضعة لمحاصرة داعش منذ سنة وسبعة أشهر مساعدات إنسانية للتخفيف من معاناة أبناء الناحية. وقال عضو مجلس المحافظة عيد عماش ل"الوطن": إن الأسلحة التي تم تسليمها للمتطوعين رشاشات كلاشنكوف قديمة لا يمكن أن توازي ما يمتلكه داعش الإرهابي من معدات وأسلحة حديثة وسبق أن طالبنا القائد العام للقوات المسلحة تزويد المتطوعين بالسلاح المتوسط والثقيل. وأشار إلى وصول أسلحة أميركية إلى مراكز التدريب في قاعدة التقدم بالحبانية وعين الأسد في ناحية البغدادي، وننتظر تسليمها للمتطوعين بدلا عن القديمة لتعزيز قدراتهم القتالية والمشاركة مع القوات الأمنية في تحرير مدن محافظة الأنبار. وتشهد ناحية البغدادي التي تضم قاعدة الأسد مركز وجود المستشاريين الأميركيين بين آونة وأخرى هجمات متكررة يشنها مسلحو داعش، يتصدى لها أبناء العشائر. وفقد التنظيم سيطرته على حقول علاس وعجيل النفطية في عملية تحرير محافظة صلاح الدين فخسر أحد مصادر تمويله من خلال تهريب النفط الخام وبيعه في دول مجاورة للعراق. من جهة أخرى، قتل 12 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها أول من أمس جراء تفجير تنظيم داعش ثلاث عربات مفخخة داخل مدينة الحسكة في شمال شرق سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني أمس، إن 12 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، قتلوا جراء تفجير داعش أول من أمس، ثلاث عربات مفخخة استهدفت قوات النظام في منطقة النشوة في القسم الجنوبي من مدينة الحسكة وفي منطقة غويران في جنوب شرق المدينة. وأحصى المرصد مقتل تسعة عناصر من داعش خلال الاشتباكات مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها في المدينة. وتواصلت أمس المعارك العنيفة بين الطرفين وتحديدا في الأحياء الجنوبية من مدينة الحسكة، وفق المرصد. وأشار المرصد إلى تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على نقاط تمركز داعش في محيط المدينة الرياضية وحي النشوة. وذكر المرصد أن مقاتلين أكرادا انضموا إلى القتال إلى جانب قوات النظام في المدينة، لكن تدخلهم يقتصر إلى حد بعيد على الدفاع عن الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم، لا سيما الشمالية منها.