أعلن الجيش العراقي أمس أنه تمكن بمشاركة رجال العشائر وطيران التحالف الدولي من تحرير إحدى القرى القريبة من ناحية البغدادي من سيطرة تنظيم "داعش" في محافظة الانبار. وقالت مصادر في الجيش العراقي بالأنبار لوكالة الأنباء الألمانية إن الجيش العراقي بمساندة العشائر وتحت غطاء طيران التحالف الدولي نفذ عملية عسكرية لتحرير منطقة (جبة) التي تعد منطلقا لعمليات تنظيم داعش فضلا على كونها أبرز معاقل التنظيم في ناحية البغدادي غرب الرمادي. وأوضحت أن القوات المهاجمة قامت بتحرير المنطقة بالكامل وقتلت وجرحت العشرات من تنظيم داعش، لافتة إلى أن القوات المهاجمة تقوم حاليا بتفكيك العبوات الناسفة في الطرق العامة والفرعية والمنازل التي قام عناصر داعش بتفخيخها لاستهداف عناصر القوات الأمنية والمدنيين الأبرياء. كما أعلنت مصادر امنية عراقية أمس مقتل 34 من عناصر التنظيم في قصف جوي عراقي استهدف رتلا للتنظيم في احدي المناطق التابعة لمحافظة صلاح الدين. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن الطيران العراقي قصف امس رتلا لتنظيم داعش يضم 12 عجلة عسكرية كان محملا بالمقاتلين قرب منطقة حي الدور السكني ما تسبب بمقتل 34 من عناصر داعش حسب احصائية بعد نقلهم الى مستشفى ناحية العلم شرقي تكريت، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في اطار المعارك الجارية حاليا بين القوات العراقية وداعش. وأوضحت أن القوات العراقية أبطلت اليوم مفعول 150 عبوة ناسفة وثمانية سيارات مفخخة بعد تطهير قرية عبد الله عكاب شرقي قضاء الدور وقرى اخرى في خوض حمرين. ولفتت المصادر إلى أن القوات العراقية لاتزال تواصل تقدمها نحو شمال المحافظة لملاحقة تنظيم داعش. هذا ويشن نحو 30 الف عنصر من القوات العراقية ومسلحين موالين لها، عملية واسعة بدعم من الطيران العراقي والمدفعية، لاستعادة مدينة تكريت، في واحدة من اكبر العمليات الهجومية ضد تنظيم "داعش" منذ سيطرته على مناطق واسعة من البلاد في يونيو. وتعد هذه العملية الاكبر لاستعادة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين ومسقط رأس الرئيس الاسبق صدام حسين. وحاولت القوات مرارا سابقا التقدم نحو المدينة الا انها كانت تقابل بصد عنيف من التنظيم. ويأتي انطلاق العملية التي تشن من ثلاثة محاور، بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى مقر قيادة العمليات العسكرية في مدينة سامراء، جنوب تكريت، وتشديده على اولوية "حماية المواطنين"، في ما بدا انه محاولة للحد من مخاوف حصول عمليات انتقامية بحق السكان السنة من قبل الفصائل الشيعية المسلحة المشاركة بكثافة في العملية. قوة عسكرية قادمة من سامراء للمشاركة في عمليات تكريت «أ ف ب» وكان العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، أعلن انطلاق العملية العسكرية مساء الاحد. وأكد قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي لفرانس برس "سنتعامل مع أهالي صلاح الدين كأخوة، واغلب العائلات في تكريت تم اخلاؤها". وفي سوريا تشن قوات النظام السوري ووحدات المقاتلين الاكراد هجمات، على جبهات منفصلة، ضد تنظيم "داعش" في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا بهدف طرد التنظيم المتطرف من المحافظة الحدودية مع تركيا والعراق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن امس "تخوض قوات النظام مدعومة بمسلحين من عشائر عربية وقوات وحدات حماية الشعب الكردية معارك منفصلة ضد تنظيم داعش في مناطق مختلفة من الحسكة". وتابع أن قوات النظام السوري "تمكنت امس من السيطرة على 23 قرية بين مدينتي القامشلي (الحدودية مع تركيا) والحسكة بعد معارك استمرت ثلاثة ايام". وأضاف أن التنظيم المتطرف "يشن هجمات مضادة على حواجز قوات النظام التي تقوم بتحصين مواقعها في القرى التي سيطرت عليها مدعومة بمسلحين من العشائر العربية في المنطقة". ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" من جهتها ان عدد القرى التي سيطر عليها النظام بلغ 31. وتحركت هذه الجبهة بين قوات النظام وتنظيم "داعش" قبل يومين، في وقت تواصل وحدات حماية الشعب الكردية هجماتها على مواقع التنظيم في محيط بلدة تل تمر شمال غرب مدينة الحسكة. وقال عبدالرحمن ان المقاتلين الاكراد الذين يواجهون التنظيم في اكثر من منطقة من الحسكة "مدعومون من مسلحين ينتمون الى عشائر عربية، لكن لا توجد عمليات عسكرية مشتركة مع النظام، وان كان العدو واحدا". من جهته، أكد المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل ان المقاتلين الاكراد "يخوضون معارك يتخللها كر وفر مع تنظيم الدولة الاسلامية على جبهتين، الاولى في محيط تل تمر لاستعادة السيطرة على القرى الاشورية، والثانية في محيط تل براك" بين الحسكة والقامشلي. وشدد على ان المقاتلين الاكراد ينسقون مع مسلحين مسيحيين وعرب في المنطقة "من دون التنسيق مع قوات النظام التي تحاول الاستفادة من الضربات الجوية (للتحالف) والتقدم نحو قرى صغيرة خالية بعد ان يغادرها عناصر التنظيم". وكان التنظيم الجهادي شن قبل أسبوع هجوما في محيط تل تمر التي يسيطر عليها الاكراد وخطف 220 آشوريا من 11 قرية، وقد أفرج أول أمس عن 19 منهم.