وقعت الدراما الرمضانية هذا العام في مأزق تكرار في المواضيع والقصص تتساوى في ذلك الدراما المصرية والسورية والخليجية فالكل يسير مع التيار الفضائي والإعلاني. أربعة أيام كانت كافية لكشف ملامح الدراما الرمضانية هذا العام ومازال مسلسلي طاش ماطاش وباب الحارة يستحوذان على الاهتمام الجماهيري يليهما مسلسلات بيني وبينك وسكتك بكتم وعايزة أتجوز وزهرة وأزواجها الخمسة والقعقاع وغيرها. وقد جاءت بداية المسلسل الجماهيري الأول طاش ماطاش جيدة، قياسا ببدايات ضعيفة في السنوات الماضية، فحلقة «ارفع رأسك أنت سعودي» كانت فكرة جيدة عابها التمطيط والحشو الزائد والذي لم يتخلص منه بعد، وقد بدا من الثلاث الحلقات الأولى ل«طاش» التركيز على هموم المواطن البسيط من خلال إظهار معاناة حراس الأمن الذين يعانون من ضعف رواتبهم وإثقال كاهلهم بالعمل الإضافي دون النظر في تحسين أوضاعهم، ولم تغب الرسائل الضمنية التي حملها نص حلقتي (ارفع رأسك أنت سعودي) وحلقة (خالي بطرس) من انتقادات «للهيئة» والمناهج الدراسية وثقافة المجتمع الاتكالية وازدواجية قوانين العمل في البلد وغيرها من الأفكار التي أحسن نجما «طاش» عبدالله السدحان وناصر القصبي إيصالها بسلاسة عابتها التمطيط، خصوصا من قبل ناصر القصبي. ورغم جودة الأفكار المطروحة إلا أن الرؤية الإخراجية كانت ضعيفة جدا ويبد أن المخرج محمد عايش قد نسي في أكثر المشاهد أن هناك ممثلين آخرين في العمل يجب أن يظهروا في الصورة فكانت الكاميرا مركزة فقط على وجوه الفنانين عبدالله السدحان وناصر القصبي دون الالتفات إلى باقي المشاركين وهو ما أضعف المشاهد وشتت المشاهد من الناحية البصرية حتى عند الحوارات الثنائية. ولعل ما ميز حلقة «خالي بطرس» في جزأيها التركيز على مبادرة الملك عبدالله لحوار الأديان من خلال قصة حميد ومحاميد وأخوالهم اللبنانيين من الديانة المسيحية وما دار بينهما من حوار كان أكاديميا أكثر منه نصا دراميا فنيا. والملاحظ في الحلقات الثلاث الأولى من طاش التمطيط والإطالة والحشو والمبالغات الكثيرة التي قد تقلب الحقائق في بعض الأحيان، إلا أنه في المجمل تعتبر بداية جيدة لطاش 17 ومازال في جعبتهم أكثر من فكرة سترى النور في الأيام المقبلة.